السؤال
السلام عليكم
عندي مشكلة تؤرقني جدا وأرجو الرد عليها سريعا، أعاني منذ حوالي عام من سماع صوت ضخ الدم بصورة مستمرة في أذني اليسرى، ويختفي الصوت عند الضغط على الشريان الأيسر في الرقبة، وقد لاحظت أيضا أن الصوت يضعف أحيانا عند شرب القهوة.
ذهبت لطبيب أنف وأذن، وطلب مني: صورة دم، ورسم سمع، وضغط أذن، وأشعة مقطعية على الأذن، وكذلك رسم اتزان، وكلها سليمة -والحمد لله-، وحتى الآن لا أعلم ما مشكلتي؟! حيث يزداد معي الصوت في هذه المرحلة.
بالإضافة إلى ظهور وخزات على الشريان في الرقبة، خاصة أسفل الأذن مباشرة، وأحيانا الرأس، بالإضافة إلى أني لاحظت انتفاخا خفيفا جدا يكاد يكون غير ملحوظ في كتفي الأيسر، ولكن ليس لدي دوخة -والحمد لله-.
أرجو تشخيص حالتي؛ حيث إنني حاليا في دولة غريبة ولا أستطيع الذهاب لأي طبيب.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
طالما أن الصوت هو نابض مع ضخ الدم، ويتوقف عند الضغط على الشرايين الرقبية، فهو لابد له من منشأ وعائي، ولا يمكن التشخيص لمثل هذه الحالات إلا بالاستعانة بالوسائل التشخيصية التي تكشف مسار الشرايين والأوردة.
وعلى كل حال فالتشخيص التفريقي في مثل هذه الحالة كالتالي:
1- التهاب مصلي في الأذن الوسطى يؤدي لتعطيل نقل الصوت بآلية الأذن الوسطى، وهذا يجعل الأذن الداخلية في هذا الطرف أكثر استشعارا لأصوات أعضاء الجسم مثل: مضغ الطعام، وجريان الدم في الشريان السباتي الباطن الذي يدخل من الرقبة إلى داخل الجمجمة (القحف) بمسار ملتوي يمر مباشرة تحت أرضية الأذن الوسطى.
وفي حال كون هذا الجدار العظمي الفاصل بين تجويف الأذن الوسطى وبين الشريان السباتي الباطن رقيقا أو غائبا لسبب خلقي؛ يصبح صوت جريان الدم واضحا ومسموعا في حال انسداد الأذن الوسطى لوجود التهاب فيها.
2- أو دم على حساب الشريان السباتي الأصلي أو الظاهر أو الباطن، وهي عبارة عن انتفاخ في الشريان وتوسع فيه؛ يؤدي لحدوث الجلبة الصوتية أثناء مرور الدم فيه، وهذه الحالة تستدعي العلاج الجراحي.
3- الورم الكبي الوداجي، وهو ورم وعائي سليم يتبع للوريد الوداجي، الذي يعود بالدم من الرأس والدماغ للقلب، هذا الورم الوعائي السليم قد يكون في الرقبة، وقد يمتد لداخل تجويف الأذن الوسطى، ويشاهد من خلال غشاء الطبل، ومع زيادة حجمه يخرب عظيمات السمع في الأذن الوسطى والبنية العظمية المحيطة بها، وأيضا هذه الحالة تستدعي العلاج الجراحي.
هذه الشكوى مهمة ولا يجب إهمالها أو تأخيرها، ولا بد من إجراء الاستقصاءات الشعاعية، وأهمها التصوير الشرياني الظليل لشرايين الرقبة، والتصوير بالرنين المغناطيسي للرقبة أيضا، وبحسب الحالة يتم العلاج.
مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.