أمي تحملني فوق طاقتي، وإخوتي يعاملونني كأنني خادمة، أفيدوني

0 293

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، لدي 7 إخوة، ثلاثة منهم ليسوا أشقائي، والداي منفصلان منذ 6 سنوات، تقبلت هذا الوضع بدون مشاكل، أعيش مع والدتي، وأقابل أبي مرة كل أسبوعين حسب استطاعته، مشكلتي أن والدتي قبل سنة تقريبا أصبحت ترى أنني لست بحاجة إليها، وترفض أن أشكو لها شيء، أو أبكي، أو أشاركها في أحداث يومي، كنت في البداية متقبلة للأمر، ولكن الوضع تطور حيث أن مصروفي الشهري لا يكفيني (200 ريال)، وهي فقط مسؤولة عن الطعام، أما باقي الأشياء فأنا أشتريها بنفسي، وأحيانا أحتاج لأشياء ضرورية بحكم أنني أثنى (لا أقصد الملابس والكماليات)، حتى عندما أستطيع ماديا، فإنني لا أجد من يوصلني لإحضار أغراضي، وتقول لي: (إن عددنا كبير، وأن الخروج من البيت لكل طلب أمر صعب، حتى وإن كانت ستخرج لإحضار أغراضها)، كما أنها أصبحت تكلفني بأداء أعمال المنزل أكثر من بقية أخواتي، بحكم أن جسمي يستطيع التحمل أكثر منهم، وإخوتي بدأوا ينظرون لي وكأنني خادمة عندهم، وكأنني أنا وحدي المسؤلة عن تنظيف المنزل، وأسمع كلاما سيئا جدا منهم.

لدي أخ شقيق في الثانوية، ولكنه لا يفعل شيء، فأنا أقوم بأعمال الرجال كتركيب الأنوار، والحديث مع العمال، أتحمل كل الطلبات التي تأمرني بها أمي ولا أغضب منها، ولكنني أصبحت أعاني من الأرق لأنني لا أنام سوى أربع ساعات فقط في الليل، وأصبحت أعاني من ألم في ظهري، ولا آكل جيدا، وأهملت دراستي، وأندم على ذلك كثيرا.

لا أستطيع أن أضايق أمي، فليس لدي غيرها في هذه الدنيا، وأنا أعرف أن الإنسان لم يخلق في هذه الدنيا ليكون وحيدا، فهو يحتاج ليتكلم ويغضب ويحزن، ولكنني أصبحت لا أستطيع حتى البكاء، ووالدي لا يهتم لهذه الأمور، ولا يصغي لحديثي، بل يحدثني عن مشاكل أخي الشقيق، وأنه يجب علي أن أعتني به، لا يوجد لدينا علاقات اجتماعية مع الآخرين منذ انفصال أمي عن أبي، وليس لدينا أحد من الأقارب يمكنه حل مشاكلنا، ولكي أكون منصفة: أحيانا أرى والدتي إنسانة طيبة جدا، تفعل لنا أشياء فوق استطاعتها، وأحيانا أراها بعكس ذلك وكأنها إنسانة أخرى غير أمي، أفيدوني كيف أتعامل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أسعدني انصافك للوالدة، واعترافك بأنها طيبة، وهكذا كل أم، وما يظهر منها من مواقف لا يعبر عن حقيقة ما في نفسها، وأزمات الحياة تترك آثارا كبيرة وخطيرة على الوالدة، وأنت مشكورة على خدماتك، ومجهوداتك وعملك في داخل المنزل، وفي خدمة الجميع، وخير الناس أنفعهم للناس، فكيف إذا كان النفع للوالدة ولأهل المنزل.

ولا يخفى عليك أن الأسر تعتمد على المتميزات، وعلى من تقدر على العمل وتتحمل، ونحن بالطبع لا نوافق، ونتمنى أن يتعاون الجميع، ويتدربوا على خدمة أنفسهم أولا، ثم ليقوموا بأدوارهم تجاه الآخرين، ورغم صعوبة ما يحصل إلا أنك المستفيدة الأكبر، والبدايات المحرقة توصل إلى النتائج المشرقة، ومن هنا، فنحن ندعوك إلى تخفيف الضغط النفسي على نفسك لأنه الأخطر، أما الجهد البدني والتعب، فأمره سهل، ولا يخلوا من الفوائد الصحية والحياتية والمستقبلية، فهوني على نفسك، واجتهدي في ترغيب إخوانك في العمل، وقومي بما تستطيعين، والله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها.

وأرجو أن لا تقفي طويلا أمام المواقف، واحمدي الله الذي وفقك، وأعطاك القدرة على العمل والمساعدة، وحاولي أن تقتربي من الوالدة، وتتواصلي مع الوالد، واطلبي حاجتك المالية في هدوء، والتمسي الأعذار لوالديك، فإن الطلاق يفقد الناس التوازن العاطفي، وربما وجد الأبناء أنفسهم في إشكال، لأن إرضاء طرف فيه إغضاب للشريك الآخر، وقد تتسع دوائر التوتر، حتى تشمل الأطراف هنا وهناك، فأهل الأب معه، وأهل الأم في صفها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونتمنى أن تنجحي في ترتيب أمورك المالية، وعليك بحسن الاستخدام لما يصلك من المال، واستعيني بالكريم المتعال، ونسأله سبحانه أن يسعدك ويوفقك، وأن يرزقك بالصالح من الرجال الذي ينسيك الله به الآلام، ويملأ داركم من الخيرات والعيال، وفقك الله وسددك، وحفظك وتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات