خطيبتي تكذب علي كثيرا.. هل أتركها أم ماذا أفعل؟

0 343

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب خاطب منذ سنة، ومغترب في دولة عربية.

مشكلة خطيبتي أنها لا تسمع كلامي، وتكذب علي كثيرا في أمور كثيرة، وتحلف بالله كذبا، وكان آخرها أمس حيث أني طلبت منها عدم الكلام مع أي شخص زميل لها في الكلية بأي حال؛ لأني أرفض هذا الموضوع.

منذ حوالي شهر وجدت في محادثة لها مع صديقتها على الفيس أنها كلمت شابا، وعند مواجهتها حلفت بأغلظ الأيمان أنها لا تعرف –أصلا- هذا الشخص، ولا تكلمه، وأن صديقتها عندها مشاكل في الكتابة على الإنترنت. أنا أعلم أن هذا المبرر واه، ولكني اقتنعت.

أمس وجدت بينها وبين صديقة أخرى أنها تكلم هذا الشخص، وللتوضيح تكلمه كلاما عاديا وليس شخصيا، وفي نفس الوقت أخبرتني أنها أخذت ثلاث محاضرات، وفي الجدول اثنتان فقط، وعند سؤالي لها أمس أنكرت الموضوعين تماما، وحلفت بالله أكثر من عشر مرات: أني أخذت ثلاث محاضرات، وأني لا أكلم هذا الشخص. أنا أصررت على العكس، وظللنا في جدال قرابة الأربع ساعات، وهي تحلف بأغلظ الأيمان إلى أن أخبرتها: أنني سوف أعرف حقيقة الموضوع بطريقتي؛ فاعترفت لي أنها كذبت، وأنها أخذت محاضرتين فقط، وأن لها كلاما –فعلا- مع هذا الشخص، وكذبت علي، وأن المحادثة التي كانت منذ شهر حقيقية.

منذ ذلك الوقت وأنا أرغب في تركها، ولكن أردت أن آخذ رأي حضراتكم إذا كنت على صواب، أم أعطيها فرصة أخرى، مع العلم أن هذه هي المرة الخامسة التي أعطيها فرصة، وفي آخر مرة قالت لي: إذا فعلت شيئا يغضبك فافعل ما شئت، وها هي تأتي بما يغضبني، وأنا أنتظر الآن رأيكم، وشاكرا لكم التعاون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرتضى حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا يخفى على أمثالك أن الحياة الأسرية الناجحة تقوم على الصدق والثقة المتبادلة، وأنت -بلا شك- اخترت الفتاة عن سؤال ومعرفة وإشراك لأسرتك، وهي كذلك رضيت بعد سؤال من قبل محارمها، وتعرف على أهلك وأسرتك، والقيم الحاكمة للأسرتين، ومن هنا فنحن لا نؤيد الاستعجال رغم رفضنا القاطع للكذب، ونتمنى أن لا تدقق أو تحقق؛ حتى لا تضطر إلى الكذب.

نحن لا نؤيد فكرة المتابعة والملاحقة، ولا نحبذ طول فترة الخطبة؛ لأنها سبب لهذا النوع من المشكلات، وسوف تفتح الأبواب للتدخلات من هنا وهناك، كما أن الأوامر لا تتلقى حقيقة إلا بعد إكمال المراسيم، ويجب على الزوجة أن تطيع زوجها، ولكن المخطوبة قد لا تلتزم بكلام خاطبها، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام.

وأنت أعرف بحقيقة العلاقة وبحدودها، وقبل ذلك أنت أعرف بمن اخترتها، ونحن نرجح أن يكون الكلام عاديا، وليس معنى ذلك أنه مقبول، ولكن من المهم أن تأخذ كل مسألة حجمها المناسب.

أرجو أن تعلم أن القرار الناجح يحصل بالنظر في كافة الزوايا، والتفكير في العواقب ومآلات الأمور، والنظر في الخيارات والبدائل، وحبذا لو نقلت لنا وجهة نظرها وتعليقها على كل المواقف التي حصلت.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك بأن الإنسان لا يندم على التأني، ولكنه يندم على الاستعجال، والمسلم إذا احتار في أمر فإنه يسارع إلى صلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ومن المفيد مشاورة أهلك، ولن يندم من يستخير ويستشير.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات