العدوانية لدى الطفل .. الأسباب والعلاج

0 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيدي الفاضل، أنا سيدة متزوجة عمري 36 سنة، ولدي ولدان: أعمارهما: 9 و5 سنوات؛ مشكلتي أن ابني الكبير قد تأثر بمشاكلي مع زوجي -وقد انتهت بإذن الله حاليا المشكلة- إلا أنه قد تحول إلى ولد عصبي جدا جدا، لا يطيق أخاه أبدا، وهو دائم الصراخ، أحيانا يكون هادئا وطيبا ومطيعا، وأحيانا يكون مزعجا وعدوانيا جدا مع أخيه بالذات.

وسبق أن حاولت معه، واستعنت بكل الطرق، واستخدمت كل الأساليب معه، بالكلام والتفاهم، ولكني عجزت.

أتمنى أن يكون هناك أي نوع من الدواء لتقليل حدة عصبيته القوية، لا أريده أن يكبر وينمو بهذه النفسية، أرجو المساعدة قدر الإمكان.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم توفيق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يعتبر الغضب والثورة والاشتراك في المشاجرة من الأمور الطبيعية التي تصدر عادة من الأطفال الأصحاء الأقوياء، بل أحيانا نشك في صحة الطفل وسلامته إذا لم يغضب أبدا ولم يتشاجر مع زملائه على الإطلاق.

وهنا في مثل هذه الحالة التي تكلمت عنها أختي قد يدخل دور التقليد، بحيث إنه يلعب دورا هاما في العدوانية، فالطفل الذي يرى أباه أو أمه يمارسان العدوانية؛ فبدون شك سيميل هو بصورة لا شعورية إلى التقليد، فربما الشيء الذي حدث في البيت من تصرفات وسلوك وكلام ينقله طفل ويطبقه على أرض الواقع.

والعدوانية لها أسباب منها:

1- ما يلاقيه الطفل من فشل وإحباط مستمر أو كبت في حياته المنزلية أو المدرسية.

2- الغيرة لها أثر كبير في انتهاج السلوك العدواني تجاه الآخرين.

3- حرمان الطفل من الإشباع العاطفي، والحب والمساعدة، والتقبل الاجتماعي.

أنصحك -أختي أم توفيق- ألا تعطي ولدك أي دواء، إنما يحتاج إلى علاج إرشادي وتوجيه سلوكي، ويمكن أن تتبعي الخطوات التالية في العلاج:

1- حاولي تغيير الظروف البيئية لطفلك، والتي أدت إلى عدوانيته، وإعطائه النماذج السليمة في التعامل مع الآخرين.

2- في حالة العدوان يجب اللجوء إلى العقاب حتى يقترن اعتداء الطفل على الآخرين بنتائج سلبية.

3- حاولي أن تتحلي في التعامل مع ابنك بالصبر والركون إلى الهدوء؛ لأنك إذا غضبت أنت فستلجئين إلى أسلوب عدواني.

4- حاولي أن تجعليه يختلط بأطفال آخرين يمارسون سلوكا وديا مقبولا حتى يتعلم منهم ذلك.

5- يجب أن تقفي مع طفلك موقفا إيجابيا، فالإرشاد الإيجابي هو أفضل من الأوامر والنواهي السلبية، مثلا: بدلا من أن تقولي لطفلك: لا تفعل كذا، إياك أن تفعل هذا الأمر، لا تقترب من هذه الحاجة، أبتعد عن تلك، فالأفضل أن تقولي له: من المستحسن أن تفعل كذا، تعال وافعل كذا، جميل أن يكون لديك كذا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات