السؤال
لي أحد الأقارب، استهزأ بي لمدة 3 أو 5 سنوات، ومع أن لي دبلوما في الإعلام إلا أنه وضعني في مكان مهين لا يليق بي، ووضع شخصا غيري ليس له دبلوم ولا شهادة في مكان أفضل مني، ويتظاهر أمام العمال أنه لا يعرفني، ويفتخر أمام الأقارب أنه وفر لي عملا.
لي أحد الأقارب، استهزأ بي لمدة 3 أو 5 سنوات، ومع أن لي دبلوما في الإعلام إلا أنه وضعني في مكان مهين لا يليق بي، ووضع شخصا غيري ليس له دبلوم ولا شهادة في مكان أفضل مني، ويتظاهر أمام العمال أنه لا يعرفني، ويفتخر أمام الأقارب أنه وفر لي عملا.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
فإن صلة الأرحام عبادة وطاعة لله، ولذلك لابد من الصبر عليها، واحتمال الأذى رغبة في ما عند الله، وهذا رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)، ورغم أن هذا الرجل تضرر من صلته لأرحامه إلا أن رسولنا عليه صلاة الله وسلامة لم يأمره بقطيعتهم، وإنما رغبه في الصلة، وبشره بمعونة الله وتأييده له ما دام على تلك الحالة.
ونصيحتنا لك هي أن تصبر على هذا القريب، وتلتمس له العذر، واجتهد في البحث عن عمل آخر حتى لا تتأثر صلة القرابة بتصرفات هذا الرجل، ولن يضرك تظاهره بعدم معرفتك، وسوف يعرف الناس الحقيقة عاجلا أو آجلا، ولا ينبغي أن نلوم أحدا على ما لم يقدره الله، وليس في الدنيا عمل مهين طالما كان عملا حلالا، وأطيب الكسب ما كان من عمل اليد، وإذا استطعت أن تصبر كل هذه السنوات فأرجو أن تستمر على ذلك، واعلم أن العاقبة للصابرين، وأقترح عليك أن تكلم هذا الرجل برفق في مكان بعيد عن العمال، وبعيد عن الأهل والأسرة، وتظهر له في أدب ما تشعر به بعد أن تشكره على الخدمة التي قدمها لك.
ولا تعط الشيطان فرصة للإفساد بينكما، وعليك أن تقابل إساءته بالإحسان، ولا تقع في نفس الخطأ فتفضح أمره بين الأقارب أو تقصر في احترامه أمام العمال، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).
نسأل الله لك التوفيق والسداد.