السؤال
السلام عليكم.
أنا بعمر 24 سنة، أعمل مهندسا مدنيا، عاقد ولم أدخل بزوجتي بعد.
أشعر بضيق شديد وآلام شديدة في الصدر، وأرى كوابيس شديدة ومرعبة ليل نهار، وأصبحت أكثر رغبة في العنف والانتحار، وأشعر أنني مسحورا، ويوجد بي شيء غريب، والأمر مستمر معي منذ 5 سنوات، ونصحني أبي والبعض الآخر بالرقية الشرعية، وأستريح بها ثم أعود خلال ساعات إلى الحالة الموصوفة سابقا.
قال لي البعض: إنه ربما كهرباء المخ بها مشكلة أو انفصام شخصية وغير ذلك، فهل علي الذهاب لطبيب نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: أعراضك الجسدية هذه من شعور بضيقة وآلام شديدة في الصدر، ليس له علاقة بأمراض القلب أبدا، فالأمر كله مرتبط بقلق نفسي، والقلق النفسي أيضا يؤدي إلى الكوابيس الشديدة والمرعبة.
قلقك من النوع المتوسط الشديد، والإشكالية أن الأمر قد تعقد من خلال هذه الاندفاعات والانفعالات السلبية الخاصة بالرغبة في العنف أو الانتحار كما ذكرت، واعتقادك بأنك مسحور أيضا عقد الأمر.
أيها الفاضل الكريم: الأفكار التي تنتابك هذه أفكار قبيحة شريرة، استعذ بالله تعالى منها، ونحن نعرف أنك لن تنتحر -إن شاء الله تعالى- شاب مسلم، آماله وطموحاته سوف تتحقق له، فلماذا الانتحار؟ ولماذا الدخول في النار؟
أيها الفاضل الكريم: الأمر في غاية البساطة، اذهب وقابل طبيبا نفسيا، وكل الذي تحتاجه هو أن يعطيك الطبيب أحد مضادات القلق ومحسنات المزاج، عقار يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون دواء رائعا بالنسبة لك، يضاف إليه جرعة بسيطة من عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride).
ممارسة الرياضة يجب أن تكون موجودة في حياتك وبفعالية وبإصرار، وحسن توزيع الوقت، والرفقة الطيبة، وبر الوالدين، والنوم المبكر، والتخطيط للمستقبل بصورة إيجابية، هذه كلها مفيدة وجيدة بالنسبة لك.
الرقية الشرعية – أيها الفاضل الكريم – كررها، واحرص على أذكار الصباح والمساء، واعلم أن الله خير حافظا، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الأمر كله لله، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، هذا يكفيك شرور الوسوسة حول السحر والعين.
لا أعتقد أنه لديك أي مشكلة في كهرباء الدماغ، وبالطبع ليس لديك أي أعراض من أعراض فصام الشخصية، هو مجرد قلق ذي طابع اكتئابي وليس أكثر من ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.