السؤال
السلام عليكم.
شعري يتساقط من جذوره بكثرة، ولا أعرف السبب، علما أنه لا يوجد أحد في أسرتي يعاني من نفس المشكلة، أي أنها ليست وراثية.
علما أن فروة رأسي دهنية، وعندي قشور، وشعري –غالبا- يتساقط من الجانبين أكثر من أي منطقة أخرى, وأحس بأن شعري جاف تماما.
جربت الكثير من الشامبوهات، لكن بلا فائدة، أريد علاجا يمنع تساقط شعري، ويساعد في تغذيته، وإرجاعه كما كان.
يمكنني تزويدكم بصور في حال طلبتم ذلك، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعر الموجود في فروة الرأس يتكون في ثلاث مراحل:مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen). وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو؛ لذلك لا نشعر بحدوث تساقطه بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط، ويستغرق من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي (4) أشهر.
لذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات جراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي (4) أشهر من الحدث الذي سببه.
أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة، فتوجد لذلك أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.
أنصح بأخذ التأريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ (Telogen Effluvium)، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي كما ذكرت, ويختلف عن الصلع الوراثي.
وعلاج النوع الأول يكون بتجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.
يجب التأكد كذلك من عدم وجود صلع وراثي، وهو عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, وقد ذكرت أن المشكلة أكثر وضوحا على الجانبين.
ويمكن التعرف على وجود الصلع الوراثي من عدمه من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الــ (Dermoscope)، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.
من الأمور المهمة جدا أيضا: الاهتمام بالصحة العامة، والعناية بالشعر بالشكل الأمثل؛ حتى ينمو في أفضل صورة بالنسبة لطبيعة شعرك.
والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك:
• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن)، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة؛ لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.
• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون ذلك متباعدا؛ لكي يبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر (Conditioner)، مع غسل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، ويمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة، والبلسم الخاص بكل نوع، واختر النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في العلاج، أو التخفيف من مشكلتك.
• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، وتكون بداية التسليك باستخدام مشط متباعد السنون من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل والموس وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، خصوصا التي تحتوي على الأمونيا.
أما بالنسبة للقشرة فهي نوع من أنواع الأكزيما الدهنية بفروة الرأس، وهي ليست من الأسباب المتعارف عليها لتساقط الشعر، وهذا النوع من الأكزيما يكون متكررا، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور، أو التهيج مرة أخرى، ويجب التكيف مع المشكلة التي تعاني منها، واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال وآمن في نفس الوقت؛ حتى يتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي.
ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل: (Betnovate scalp application or Elocom lotion) مرة واحدة يوميا لمدة أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة؛ حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة إذا وجدت –لا قدر الله-، ثم تستمر بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعيا حسب الحاجة، بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا؛ حتى تحافظ على فروة الرأس صحيا، وتكون خالية من القشور. وهذه الشامبوهات هي: الـ (Selenium sulphide، أو Phytheol intense، أو Decros antidandruff، أو Kelual DS).
وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعاني منها، وإذا عادت المشكلة مرة أخرى، فيمكن استخدام العلاج الطبي، ولكن لوقت قصير، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.
بالنسبة لمرض الثعلبة، فهو مرض جلدي يؤدي إلى فقد الشعر في أماكن محددة، وليس كالوصف المذكور لتساقط الشعر في استشارتك. وعادة ما تصيب الثعلبة فروة الرأس, ولكنه يمكن أن تصيب أي مكان به شعر, مثل الذقن والشارب والحواجب والرموش, وغيرها من الأماكن التي يوجد بها شعر.
وأيضا في حالتك -إضافة إلي التعليمات السابقة للعناية بالشعر: يمكن عمل حمامات زيوت طبيعية بصورة متكررة مرة أسبوعيا لترطيب الشعر، وتدارك مشكلة الجفاف، ويمكن استخدام الزيوت الطبيعية النقية المعلومة المصدر والمصرح لها بالتداول، وأيضا استخدام البلسم الذي يشطف أثناء الاستحمام بعد غسيل الشعر بالشامبو يعد من الأمور المهمة أيضا لترطيب الشعر كما ذكرت سابقا.
وأخيرا: توجد حاليا أنواع من الماسكات الجيدة، وأنواع من البلسم التي تترك على الشعر بعد الاستحمام، ويمكن استعمال أنواع مصنعة بواسطة شركات متخصصة في العناية بالشعر، ومهتمة بجودة مستحضراتها مثل: (Phytokeratin serum, Phyto 7 or 9, Decros nourishing and reparative conditioner or Nutricerat serum).
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.