السؤال
السلام عليكم
أشكر لكم الجهد الذي تبذلونه، ولا أملك لكم إلا الدعاء لكم، وفق الله القائمين على هذا الموقع، وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى، وجميع المسلمين.
أنا شاب بعمر 35 سنة، أعزب، وعلى قدر من الوعي والعلم، ولله الحمد، أرغب في تحصين نفسي بالزواج، ولا أجد من يبحث لي عن زوجة، بالرغم من وجود أخواتي وأمي، ولكن للأسف لا أرى الجدية في البحث الذي دام 10سنوات.
العمر يمضي وهو أغلى ما نملك، ولا نستطيع استرجاعه، وفي النهاية هذا القرار لي، وأنا المعني بالأمر.
لا أقول ذلك يأسا أو تشاؤما، ولكل منا قدره المكتوب، ولا اعتراض على قدر الله جل وعلا.
مما رأيت في الواقع الملموس، واستعانتي بخطابات ووسطاء زواج، بالرغم من رفض الأهل لذلك، تعرفت عن طريق المصادفة على فتاة، رأيت فيها من الأخلاق والتربية الكثير، وهي من عائلة محترمة ومعروفة.
حاولت أن أقنعها بأشياء من باب أن أرى ردة فعلها، وثبت أنها ذات مبدأ وتربية، وأعلم أن ما نفعل هو خطأ، ولكن في إطار المعقول، وأجد في نفسي ارتياحا لها كونها ملائمة لي، وذات خلق ودين.
كلنا نخطئ، حتى إن وجد أهلي الفتاة المناسبة بعد وقت طويل فهل أضمن أنها لم يكن لها ماض؟ وإن وجدت وسيط زواج فكيف أعلم بتربية هذه الفتاة وماضيها وأهلها؟!
هل أتقدم لهذه البنت أم أرضى بالأمر الواقع، ويذهب عمري وأقع في الحرام؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الثناء على موقعك والدعاء لهم، ونبشرك بأن ملكا يقول ولك بمثل، ونشرف نحن في موقعكم بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح الأحوال وأن يرزقك بنت الحلال التي تسعدك وتعينك على طاعة الكبير المتعال.
لا مانع من الإكمال مع الفتاة التي رأيتها مناسبة، ولكن بعد السؤال عنها والتعرف على أسرتها، مع ضرورة أن تأتي البيوت من ابوابها، وتخطب الفتاة من أهلها، وأرجو أن تخبر والديك بنيتك، لأن في ذلك تحريكا لهم، فإما أن يؤيدوا وإما أن يطرحوا البدائل ويقوموا بدورهم في البحث والسؤال، وأخذ الموضوع بجدية واهتمام.
نحن من جانبنا ندعوك إلى طلب مساعدة إمام المسجد والدعاة والعاملين في المجال الأسري، لأنهم تعرض عليهم مثل هذه الأمور، والساحة أمامهم مكشوفة عن طريق مهامهم ومواقعهم، وزوجاتهم والاختيار عن طريق هؤلاء يعتبر من أنجح صور الاختيار، لأنهم يعرفون الصفات المطلوبة، ومن يستمعن للعلماء والدعاة هن خيرة النساء.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونؤكد لك أن الأصل في النساء هو الخير، فاطرد عن نفسك الوساوس، واستعن بالله وتوكل عليه، ولا يخفى على أمثالك أننا بشر، فالمرأة لن تجد رجلا بلا عيوب، والرجل لن يجد امرأة بلا نقائص، والكمال محال، ولكن وجود الدين والأخلاق هو الأساس.
لقد أسعدنا تواصلك معنا، ونتمنى أن تتحرك وتبحث، فالكثيرات يبحثن عن أمثالك من الفضلاء، ونسأل الله لك التوفيق والسعادة والبركة والتوفيق لما يحبه ربنا ويرضاه.