سماع الأغاني يشعرني بالراحة النفسية ثم أندم بعدها، ساعدوني

0 259

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر أحيانا بالكآبة، في أوقات فراغي لا أجد شيئا أسلي به نفسي إلا الاستماع إلى الأغاني الخاصة بالأعراس وأركز على اللحن أكثر من الكلمات، ثم بعد استماعي للأغاني أشعر براحة نفسية، لكن صباحا عندما أذهب إلى الجامعة، وعندما تواجهني مصاعب في الدراسة أشعر بالندم وأقول أن هذا يحصل لي من جراء الاستماع إلى الأغاني، ثم بعد رجوعي أعاود الكرة وأستمع، وهذا ليس دائما إلا في بعض الحالات التي يأتيني الإحساس فيها بالكآبة.

فلا أحب أن أحدث أحدا، وأبقى وحيدا، وهدا يشعرني بالراحة النفسية، لكن في بعض الأحيان ينقلب مزاجي وأصبح كثير الكلام، وأحب أن أضحك كثيرا حتى أشعر أن أصدقائي يملون من كثرة كلامي.

وأنا كثير الوسواس، أشك كثيرا وأضخم الأمور حتى أني أجد شخصين يتحدثان أو يضحكان أشعر أن الحديث والضحك موجه لي.

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يكره إليك الأغاني، فإنها قرآن الشيطان، وأن يجلب لك الطمأنينة بذكره وبتلاوة القرآن، وأن يحقق آمالك ويملأ قلبك بالإيمان.

لا شك أن الراحة الحاصلة كاذبة، والغناء يفسد القلب ويملأه بالشهوات، ومن الطبيعي أن ينقلب في آخره إلى حسرات، وقد بحث الناس عن الراحة في كل ميدان لكنهم لم يجدوها، ووجدها مؤمن فقير يصبح آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه، وفاز بها كل راض بالله وعن الله، سعيد بقضائه، فرح بعطائه، راض بقسمته بين عباده.

ومصادر الطمأنينة والراحة عند المؤمن كثيرة منها:

1- الإيمان بالله -التوحيد الخالص-.
2- تلاوة القرآن.
3- المواظبة على الأذكار.
4- الرضا بقضاء الله وقدره.

فتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، واعلم أن هذا العدو يغير خططه وينصب شراكه، بل إنه يوقع الإنسان في المخالفة بتزينه، ثم يحول بينه وبين التوبة، ثم يجعله ييأس من رحمة الرحيم ... فلنعامل عدونا بنقيض قصده.

واعلم بأنه يحزن إذا تبنا، ويتحسر إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، وعداوتنا له لا تتحقق إلا إذا أطعنا الله، ومن طاعة الله ترك سماع الغناء.

وإليك هذه البشارة: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

أما بالنسبة للتقلبات والوساوس؛ فإن لها علاقة بالمخالفات، وكل معصية لها شؤمها وثمارها المرة، ولكن المؤمن إذا وقع في خطأ فباب التوبة مفتوح، ثم عليه أن يتبع السيئة الحسنة تمحها، (فإن الحسنات يذهبن السيئات)، والإيجابيات تعلو على السلبيات، فأدخل نفسك في رحمة رب الأرض والسموات، وحصن نفسك بالأذكار وتلاوة الآيات .. ولا تلتفت لما يحصل من أهل الغفلات، وأحسن الظن بمن حولك، ولا تهتم وتراقب غيرك، وارفع إلى الله أمرك، وواظب على ذكر الله وشكره وعلى حسن عبادته.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وكن ممن شغله عيبه عن عيوب الناس، وهنيئا لمن جعل همه إرضاء رب الناس، وعليك بكتاب الله فإنه جليس لا يمل وصاحب لا يغش.

سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمرار تواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات