أصوات في البطن ووخز في الجسم وألم في الظهر ونوبات خوف، ما هي حالتي؟

0 424

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 19 سنة, طالب في كلية الحقوق، أعاني من كثير من الأعراض, حولت حياتي إلى حياة سوداء, هذه الأعراض اشتدت منذ شهرين، علما أنها كانت تأتي منذ مدة لكنها متفرقة.

أعاني من غازات في البطن وأصوات أحيانا, ألم في البطن, في الأسفل والجانبين، وأحيانا أخرى في الأعلى, أحيانا أحس برغبة في التبرز -أعزكم الله- ولكن عند الذهاب للحمام تخرج غازات فقط, أحس أحيانا بضيق في الصدر، مع ألم ووخز في الجسم، أيضا تحدث لي حركات رفرفة مثل التي تحدث في العين.

أحيانا أخرى تأتيني نوبات من الهلع والخوف والوسواس من الأمراض الخطيرة أو الموت، وترتفع دقات قلبي, وآلام في الظهر في الأعلى والأسفل, ألم في الجانبين.

أيضا أحس بتنميل وأحيانا برودة في الصدر أو الظهر, منذ 5 أشهر عانيت من البواسير, وأحيانا أشعر برغبة كبيرة في التبول-أعزكم الله- وأذهب كثيرا للحمام, وأحس بالإرهاق والخمول, وأحيانا أحس كأنني جائع ويسبب لي ألما بسيطا في البطن، وأعاني أيضا من قلة التركيز والنسيان.

أرجوكم ردوا علي في أقرب وقت -والله- لا أستطيع الاحتمال، وحياتي أصبحت سوداء، بل حتى درجاتي في الدراسة أصبحت ضعيفة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تلاحظ – أيها الابن الكريم – فإن أعراضك في معظمها تتمركز حول الجهاز الهضمي، والجانب الآخر في الأعراض من الواضح أنها نفسية، وهي قضية نوبات الهلع والخوف والوسوسة حول الأمراض الخطيرة والموت.

أخي الكريم: هنالك نموذج طبي نفسي معروف يسمى بالأعراض النفسوجسدية، أي أن بعض الناس لديهم ميول لأن يسبب القلق والتوترات لهم بعض الأعراض الجسدية، وما يسمى بالقولون العصابي أو العصبي – كما يسميه البعض – شائع جدا، ويلعب القلق دورا كبيرا فيه.

كل الأعراض التي ذكرتها أعتقد أنها تأتي في نطاق هذه الحالات النفسوجسدية، ولا أعتقد أنها عضوية المنشأ، لكن الإجراء الصحيح هو أن تذهب وتقابل طبيب الجهاز الهضمي، الطبيب سوف يقوم بتقييم حالتك، ومناظرتك، والاستفسار منك بطريقة أدق حول هذه الأعراض، ومن ثم يتم فحصك، وإن رأى الطبيب إجراء أي فحوصات سوف يقوم بإجرائها، وبعد ذلك سوف يعطى لك العلاج المناسب.

هذه الزيارة للطبيب مهمة، لكن يجب أن يكون أحد أهدافها أن تقتنع بأن حالتك بسيطة، وأنها بالفعل نفسية، وألا تتنقل بين الأطباء، وأحد الوسائل العلاجية المهمة هي تجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، خاصة بعد أن تقوم بالفحص والكشف الذي تحدثنا عنه.

وعليك أن تكثر من ممارسة الرياضة، الرياضة تساعد بنسبة سبعين إلى ثمانين بالمائة في إزالة هذا النوع من الأعراض، وعليك بالنوم المبكر، وعليك – أيها الفاضل الكريم – بأن تكون لك جداول زمنية تدير بها وقتك فيما يخص أنشطتك اليومية، لأن الإنسان إذا ألزم نفسه وكانت له خارطة طريق توضح له كيفية الاستفادة من الوقت، هذا لا يعطي للفراغ الذهني أو الزمني مجالا، مما يجعل انكباب الإنسان وتركيزه حول إنجازاته وليس حول أعراضه النفسوجسدية، هذا مهم جدا.

وعليك أيضا بالنوم المبكر، هذا سوف يفيدك كثيرا.

قطعا أنت تحتاج أيضا لبعض الأدوية، خاصة الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضلها عقار (دوجماتيل Dogmatil) يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار مثل (زيروكسات Seroxat)، أو الـ (زولفت Zoloft) -وإن شاء الله تعالى- حين تذهب وتقابل الطبيب سوف يحدد لك العلاج الدوائي المناسب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات