السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم.
أولا: أبلغ من العمر 24 سنة، أعاني من دوخة وخمول يوميا، وضعف في التركيز، أو اضطراب في البصر، وتوتر وقلق دائم، مع لحظات من البكاء خوفا من أن يكون عندي شيء في المخ، وقد ذهبت لدكتور مخ وأعصاب وأمراض نفسية وعصبية، وقال لي: ليس بي شيء، وأني أعاني من حالة توهم المرض.
أرجو منك أن تطمئنني؛ لأني لا أعرف أن أعيش، ولا أنام ولا آكل، ولا أشرب، ولا أي حاجة بسبب الخوف والقلق والتوتر.
ثانيا: ما هي أعراض أورام المخ؟
ثالثا: متى ألجأ لطبيب المخ والأعصاب؟
رابعا: كم الفترة التي تستغرقها ظهور أعراض المخ؟
آسف على الإطالة، ولكن المولى عز وجل وحده هو من يعلم بحالي ونفسيتي.
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أيها الفاضل الكريم: أنت ذهبت للأطباء، وأكدوا لك أنك لست تعاني من أي مرض عضوي، وهذا أمر جميل ومشجع، وأنا أقول لك أنك تعاني من حالة نفسوجسدية، والبعض قد يسميها توهما مرضي، لكن هذه الكلمة ليست طيبة، الصحيح هو أنه ليس لديك مرض عضوي، لكن القلق والمخاوف والوسوسة هي التي جعلتك تفكر أنك ربما تكون مصابا بأحد الأمراض الخطيرة مثل أورام الدماغ مثلا، والأمراض قد كثرت في زماننا، والأدوات الطبية تشعبت، والطرق الفحصية كثرت، حتى الأخطاء الطبية أيضا انتشرت، والناس أصبحت غير مطمئنة بصفة عامة، لذا تظهر مثل هذه الحالات التي تعاني منها.
أيها الفاضل الكريم: سؤالك ما هي أعراض أورام المخ؟ ماذا تريد بها؟ لماذا تسأل عنه؟ هذا السؤال في حد ذاته فعلا يدعم من مخاوفك المرضية، وأنا سوف أجيبك، وأقول لك: أورام المخ من أعراضها الموت، ومن أعراضها ألا توجد أي أعراض، قد لا توجد أي أعراض، وأعرف من اكتشف الأمراض المخية لديه عن طريق الصدفة (قدرا).
أيها الفاضل الكريم: توكل على الله، لا تشغل نفسك بهذه الأمور، عش حياة صحية، مارس الرياضة، نم مبكرا، احرص على صلاتك، احرص على تلاوة قرآنك وأدعيتك وأذكارك الحافظة، وكن بارا بوالديك، واجتهد في دراستك وعملك، وكن إيجابيا في حياتك، لا تتحسر على الماضي، لا تخف من المستقبل... هذه هي الحياة؛ أما أن ينكب كل تفكيرك حول المرض فهذا ليس صحيحا.
أخي الكريم: ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وقل: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
أنا أنصحك بأن يكون هذا هو منهجك، والرياضة تشعر الإنسان بالصحية، وهذا أمر مهم جدا، والحفاظ على الصلاة يشعر الإنسان بالطمأنينة، وهذا أهم، فيا أيها الفاضل الكريم: تعامل مع الأمر على هذه الشاكلة، وأقول لك: لا مانع من أن يكون هنالك طبيب (صديق) تثق به، اذهب إليه مرة كل أربعة أشهر مثلا، قم بقياس الضغط، اجري بعض الفحوصات العامة، وهذا يكفي ويكفي تماما.
قطعا لا بأس من أن تتناول أحد مضادات المخاوف القلقية، ومن أفضلها عقار (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride).
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأل الله لك والعافية، ولنا جميعا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.