أعاني من وساوس في الطهارة والعبادات.. ماذا أفعل؟

0 231

السؤال

السلام عليكم

أرجو منكم الصبر على سؤالي هذا.

أنا شاب أحاول أن أؤدي عباداتي على أكمل وجه، لذلك أجد نفسي أعاني:

أولا: عند كل قضاء حاجة لا بد أن أستحم بعدها؛ خوفا من انتشار البول، أو بقاء شيء من الغائط أو الماء الناتج من الاستنجاء.

ثانيا: كلما أقبل على الوضوء أحس بتوتر ينتج عنه إحساس بحركة في الدبر؛ مما يجعلني أقوم بضغط عضلة المؤخرة؛ للتأكد من أن الحركة ليست ريحا، وأيضا للتخلص من الفقاعات التي تكون بين المؤخرة، لكن هذا أدى إلى حركة في القضيب جعلتني أحس بخروج شيء من البول.

ثالثا: إثر كل هذه الشكوك أحيانا أشم رائحة، ولا أدري هي مني أم من مصدر آخر؟ حتى لو قضيت حاجتي قبلها بقليل.

رابعا: أصبحت حين أريد أن أذهب إلى الجمعة لا آكل؛ خوفا من الحاجة لدخول الحمام، وكذلك الاستيقاظ قبل نصف ساعة من صلاة الفجر، كما أن الشك يأتيني كل مرة في شكل: فمرة في تكبيرة الإحرام، ومرة أني لم أصل بخشوع، وأحيانا أشك في الإتيان بصلاة فرض، وأخيرا تطور في شكل شك في أشياء أقولها أو أفعلها من غير قصد أحس أنها شرك.

كل ما أريده هو أن أكون مرتاح البال في عباداتي.

أرجو إفادتي بالتفصيل رجاء؛ لأني على هذه الحال أكثر من أربع سنين، تأتي على شكل متقطع، أرجو إفادتي بأسرع فرصة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء من هذه الوساوس، وواضح جدا أن هذه الوساوس قد بلغت منك مبلغا عظيما، وتسلطت عليك، ولذا نصيحتنا لك أن تكون جادا في الأخذ بالأسباب التي تدفعها عن نفسك، ودواء الوساوس الذي لا دواء لها مثله هو الإعراض عنها وعدم الاهتمام بها، وعدم الترتيب عليها، أو الانجرار وراء إجابات عن الاستفسارات التي تطرحها عليك هذه الوساوس.

إذا نحن نؤكد عليك ضرورة أن تصبر على سلوك هذا الطريق، فكلما وسوس لك الشيطان بأنك قد خرج منك شيء؛ لا تلتفت إلى هذه الوسوسة، إلا إذا وصل بك اليقين كتيقنك من وجود الشمس في النهار، أما ما دام الاحتمال قائما بأنه خرج أو لم يخرج فلا تلتفت لهذا الوسواس.

استحمامك بعد التبول خوفا مما ذكرت من انتشار البول أو الماء الناتج عن الاستنجاء، كل ذلك خطأ وجريان وراء هذه الوساوس، فلا تفعل ذلك، واعلم بأن الأصل طهارة الأشياء حتى تتيقن يقينا جازما أن النجاسة أصابتها، وماء الاستنجاء ليس نجسا بإطلاق.

ما تأتيك به هذه الوساوس من كونك لم تفعل في صلاتك ما يجب فيها كتكبيرة الإحرام أو غير ذلك، لا تلتفت إليه.

مما يعينك على سلوك هذا الطريق والصبر عليه أن تعلم يقينا أن الله تعالى لا يحب منك الجريان وراء هذه الوساوس، ولا الاحتياط الذي تمليه عليك، فإن ما تمليه عليك الوساوس إنما هو كيد الشيطان ومكره، وقد نهاك الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}.

عملك بمقتضى هذه الوساوس لا يرضي الله تعالى، ولا يجعلك قائما بما يحبه منك، بل أنت مخالف لشرعه، مبتعد عن هديه، فإذا أردت محبة الله والقيام بدين الله على الوجه الذي يرضاه منك فعليك بالإعراض عن هذه الوسوسة، والله تعالى غني عن عبادتنا جميعا، إنما شرع لنا ما شرع من التكاليف والعبادات؛ ليتعبدنا ويختبرنا بالطاعة، فكن على ثقة من أنك إذا سلكت الطريق الذي شرعه الله تعالى لك فأنت قائم بما طلب منك، فاعل لما يفرضه عليك سبحانه وتعالى.

نحن على ثقة من أنك إذا سلكت هذا الطريق، وصبرت عليه، وأعرضت عن الوسوسة؛ فإن الله تعالى سيذهبها عنك، وقد قال الفقهاء: (والشك بعد الفعل لا يؤثر، وهكذا إذا الشكوك تكثر) فمن كثرت شكوكه لا أثر لشكه، فلا يبني عليه حكما، ولا يسترسل معه.

نسأل الله تعالى لك عاجل العافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات