السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي مريض بالصرع منذ 18 سنة، وقد وصف له الدكتور علاج تجريتول Tegretol 200mg، وقد التزم بالعلاج، ولم تأته النوبات، ولكنه كان يتركه بعض الأحيان خوفا من أن العلاج له مضاعفات جانبية، وكانت تنتابه النوبات فقط حين يترك العلاج.
قبل 3 سنوات أصيب أبي بجلطة دماغية خفيفة بسبب ارتفاع ضغط الدم لديه، ثم تعالج، وأجرى عملية القسطرة وتركيب الدعامة في القلب –والحمد لله-، والآن أصبح يأخذ علاجا للسيولة، وعلاجا للضغط، إضافة إلى علاج الصرع.
ثم قرر دكتور الأعصاب تغيير التجريتول إلى لاميكتال lamictal 100mg، لأن العلاج السابق يتعارض مع علاج السيولة برادكسا pradaxa 110mg، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن أصبحت نوبات الصرع تأتيه كل شهرين أو شهر، مع أنه ملتزم بالعلاج، يأخذ حبة في الصباح وحبة في المساء.
للعلم فإن الوالد عنيد جدا، ولا يستمع إلى ما أقول، ولا يريد الذهاب إلى المستشفى، وأيضا أصبحت أقلق من أشعة الايباد أو التلفاز، فهل من الممكن أن تكون هي السبب وليس العلاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء، ونستطيع أن نقول أن أموره طيبة -والحمد لله تعالى-، وهذه الحالات -أيتها الفاضلة الكريمة- تحتاج إلى المتابعة، وأفضل من يتابع والدك هو طبيب الأعصاب، وكذلك طبيب الباطني.
بالنسبة للنوبات الصرعية التي تأتيه أو كانت تأتيه فيما مضى:
قطعا تغير الديجراتول هو قرار صحيح من قبل الطبيب، لأن الديجراتول بالفعل يتعارض نسبيا مع الأدوية التي تستعمل في زيادة سيولة الدم، وهي مطلوبة في حالة الوالد، وعقار لميكتال عقار سليم جدا، لكن يظهر أنه لم يؤدي إلى تحكم كامل في النوبات الصرعية، لذا لا بد أن يتخذ إجراء ما، وهو: إما أن ترفعين جرعته، أو يتم استبداله بدواء آخر مثل دباكين كرونوا، وهذا الدواء من الأدوية البسيطة جدا والمعروف لدى الأطباء.
أرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- مناقشة الأمر مع طبيبه، وإن شاء الله تعالى سوف تستقر حالته بصورة ممتازة جدا.
بالنسبة لموضوع العناد، وأنه لا يستمع إلى ما يقال له:
فهذا متوقع في بعض الأحيان، لأن السكتات والجلطات الصدرية والدماغية قد تولد لدى الإنسان شيئا من التململ والعصبية، لذا فإن كثيرا ما يستفيد هؤلاء المرضى من مضادات القلق حين تعطى لهم بجرعات صغيرة.
أيضا يمكن أن تخبري الطبيب عن مستوى انفعالاته هذا الذي تحدثت عنه، وإن شاء الله تعالى يتم إعطاء العلاج البسيط المناسب، ولا أعتقد أن للموضوع علاقة بأشعة الأيباد أو التلفاز.
نعم؛ يقال أن الأشعة الساطعة ربما تثير البؤرات الصرعية، ولكن الآن معظم الأجهزة محمية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.