شخصيتي ضعيفة لذلك أتقمص شخصيات المشاهير، فكيف أعالج ذلك؟

0 284

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب عازب، أبلغ من العمر 25 سنة، وأعاني من مشكلة منذ طفولتي، وتفاقمت حدتها في السنتين الأخيرتين، أي بعد هجرتي بسنة للعمل في بلد آخر، المشكلة أنني أتقمص في مرات متعددة وبوعي مني شخصية متميزة في العالم، كلاعب أو مدرب أو فنان أو سياسي أو أي شخصية تعجبني، وأتكلم بكلامه، وكأنني أنا الموجود في اللقاء الصحفي أو المقابلة التلفزيونية.

دائما ما أتخيل نفسي في مسرح وأنا أغني، أو في ملعب وأنا أدرب، أو أتخيل أي شيء آخر من هذا القبيل. والخطير أنني أتكلم بهذا جهرا عندما أكون وحيدا وأمام المرآة، حتى أصبحت أشك أنني مجنون أو في طريقي للجنون! لأن هذا ليس طبيعيا.

جاهدت كثيرا للتخلص من هذه المشكلة، وبدون جدوى، ظننت أن هذا قد يكون حبا للشهرة، علما بأني أرى أنني ضعيف الشخصية، ولست اجتماعيا بالشكل الكافي، ولا أتمكن من طرح أفكاري أمام الناس.

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ jaouad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: حديث النفس إلى النفس وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع غيرهم لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقا لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول: إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة.

العقل نعمة من نعم الله علينا، نستفيد منه كثيرا إذا وجهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور. أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط؛ لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية، وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة، فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال.

تقمص الشخصيات المشهورة، واتخاذها قدوة يكون له فائدة إذا تتبعنا خطوات وطبقنا ما كان يفعله هؤلاء حتى صاروا في هذه المرتبة؛ فالتشبه بالرجال فلاح. وينبغي أن تختار القدوة المثلى، وتنتهج نهجها لا القدوة السيئة التي لا فائدة من الاقتداء بها. فإذا أشتهر هؤلاء في الغناء والتمثيل والرياضة، فحاول أنت أن تشتهر فيما هو أسمى وأرفع وأنفع لك ولأمتنا الإسلامية، والمجالات كثيرة في هذه الحياة، كل ما في الأمر هو أن تخلص النية، وتعمل لأجل دينك ودنياك.

نرشدك بتعلم مهارات حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات، وحاول الاستعانة بالله أولا ثم بالآخرين، وأعرض عليهم آراءك ومقترحاتك، وناقشهم في آرائهم ومقترحاتهم، فستخرج -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك.

وفقك الله –تعالى- لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات