السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تعرفت على شاب كان يحب ابنة عمه، تعلقت به ووقفت بجانبه حتى اعترف لي بحبه، ووعدني بالزواج، وحلف على المصحف بذلك، وبقي على وعده لي ثلاث سنوات.
ثم تعرف على فتاة أخرى وخطبها، وكلما سألته عن سبب فعلته تلك، يرد علي بطريقة استفزازية ويقول: اذهبي عني.
هل هو ظالم وسيحاسب على ما فعله بي؟
أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق في طاعته الآمال.
لا تحزني على من لا وفاء له، وعودي إلى ربك وتوبي إليه، واستعيني به، وتوكلي عليه، واحمدي الله الذي نجاك، واحتسبي عند الله عملك ومسعاك، وأقبلي على الله، واطلبي رضاه، وإذا وجدت رجلا يحتاج للمساعدة فاطلبي من محارمك أن يقوموا بمساعدته، حتى لا يجد سبيلا إليك، فما أكثر من يمثلون ويستغلوا براءة وطيبة بناتنا الطاهرات.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الأنثى صادقة المشاعر، وأنها تضحي من أجل من تميل إليه، ولكن في الشباب ذئاب فابتعدي عنه وعنهم، ولا تقبلي إلا بمن يطرق الأبواب، ويقابل أهلك الأحباب، ويبذل صداقا يدل على صدقه.
ونتمنى أن تستفيدي من التجربة، واعلمي أن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، وإذا حاول ذلك الذئب العودة فلا تقبلي به إلا إذا أحدث توبة، وقابل أهلك، وجاء بأهله حتى يثبت جديته وصدقه.
ولا شك أنه ظالم والله يحاسب على مثقال ذرة، وعلى ما هو أقل (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا تشتكي لغير الله، واقطعي صلتك بالرجل المذكور فإنه لا يستحق الاهتمام به، أو التواصل معه، واسألي الله أن يوفقك، ويغنيك من فضله، وأن لا يجعل حاجتك إلى لئيم، وتذكرى أن الحب الحقيقي الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتا ورسوخا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.