أتجنب الأماكن المزدحمة بالناس بسبب خوفي الاجتماعي ..

0 245

السؤال

أعاني من الخوف والخجل الشديد، فأنا أتجنب الأماكن المزدحمة بالناس مثل الحفلات، أو المناسبات وغيرها، وحتى إذا كنت مع الزملاء في العمل، فأنا لا أستطيع التحدث بشكل عفوي.

أما في وجود أشخاص لا أعرفهم فبالكاد أتحدث، ودائما أعاني من مخاوف كثيرة، أو تكبير المخاوف الصغيرة، مثل قيادة السيارة، والوسوسة بأمور سيئة إذا أردت أن أتعلم، أو أطلع إلى مكان ما.

أحيانا أعاني من القلق والاكتئاب بسبب ما أنا عليه من وضع.

أخيرا: أصبحت لا أستطيع التركيز في أي شيء أقوم به، أو حتى في الصلاة أجد نفسي سارحا، وفي أمور تافهة وغير مهمة، وهذه المشكلة معي منذ الدراسة.

أرجوكم المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ raid gaid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما ورد في رسالتك أستطيع أن أقول أن شخصيتك شخصية طيبة، لكن هنالك بعض الحساسية في شخصيتك، والميول لتجسيد وتضخيم الصغائر، وهذا أدى إلى ما نسميه بقلق المخاوف الذي تعاني منه، والخوف من الأماكن المزدحمة يسمى برهاب الساح/الساحة، وهو موجود، وكثيرا ما يكون مصحوبا بنوبات الهرع أو الفزع، أنت -الحمد لله تعالى- ليس لديك هذه الإشكالية.

المخاوف دائما ينتج عنها الوساوس، وتأويلات فكرية سلبية، وهذا كله يعالج بالتجاهل، والخوف يعالج من خلال المزيد من الإقحام لمصدر الخوف، وعدم التجنب، وعدم الاستسلام.

فيا أخي الكريم: لا بد أن تطبق برامج يومية تعرضك للدخول في تفاعل مع الناس، مجموعة كبيرة من الناس: المناسبات، كالأعراس، كالمآتم، أن تحرص جدا على الصلاة في المسجد مع الجماعة، خاصة في المساجد الكبيرة، أن تتجول في الأسواق من وقت لآخر... هذا كله نوع من التعريض، والتعريض المستمر هو الوسيلة العلاجية الصحيحة.

وأنا من جانبي أؤكد لك أنه لن يصيبك مكروه، وكلامي هذا قائم على أساس أن الكثير من الإخوة الذين يعانون من قلق المخاوف حين ينشط جسدهم فسيولوجيا، وتبدأ ضربات القلب في التسارع، يحس الواحد منهم أنه غير متزن وغير متوازن، وأنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، وربما يسقط أرضا، أو أنه مراقب من قبل الآخرين، هذه مشاعر كاذبة، ليست صحيحة أبدا، فالتجاهل إذا مبدأ علاجي مهم جدا.

أريدك أيضا أن تنخرط في أي نوع من الرياضة الجماعية، هذه سوف تجد فيها فائدة كبيرة وكبيرة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: مهم وسوف يساعدك، ويا حبذا لو ذهبت إلى طبيب نفسي، أو حتى إلى طبيب عمومي له خبرة في الأمراض النفسية، سوف يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، وأشكرك على الصلة بإسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات