السؤال
توليت تربية بنت أخي من سن الرابعة، حيث سافر والداها إلى الآن، حيث أصبحت بسن الخامسة عشرة، والحمد لله ربيتها على الأخلاق الحميدة، والدين والمحافظة على الصلوات.
المشكلة تبدأ من قبل ثلاث سنوات، حيث جاء ابن أختي ليدرس بالجامعة هنا، وطبعا يسكن معنا، لا أنكر أني تضايقت، لكن ما باليد حيلة! المهم: عملت جاهدا على مراقبتهما، ومنذ شهر بدأت ألاحظ بعض التصرفات منها هي، وكذلك هو، حيث يحاول أن يتكلم معها، وعندما يراني يغير وجهته ويرتبك، وهي كذلك.
لا أعرف كيف أتصرف الآن: هل أواجههما؟ هل أطرده؟ مع العلم أن والدتي لن تصدق ذلك أبدا، وسوف تنقلب ضدي وضد زوجتي؛ لكرهها الشديد لها!
أرجوكم دلوني كيف أتصرف؟ الوضع معقد.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب، وأن يستر علينا وعليك في الدنيا والآخرة .
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا معك أن الأمر محير فعلا وفي غاية الحرج، ولكن ليس أمامك إلا مواجهة الأمر بالشرع وضوابطه حتى وإن غضبت أمك؛ لأن الوضع الحالي يتعارض مع الشرع تماما، ولا يجوز إقراره أو السكوت عليه بحال من الأحوال، ولذلك أرى أن تبدأ بالولد على اعتبار أنه أكبر وأعقل، وتحاول استمالته ومعرفة الحقيقة منه بهدوء وبعيدا عن المنزل، مع الحرص على عدم اتهامه مباشرة؛ حتى لا تضطره إلى الدفاع عن نفسه والثأر لكرامته، وعندها تضيع الحقيقة ولا تعالج المشكلة، حاول إثارة النخوة والغيرة على العرض فيه، وإذا اضطررت أن تعرض عليه الزواج منها فلا مانع، على أن تحدد لذلك مهلة مناسبة ولاستشارة والدتها، فإذا قبل بذلك فاتخذ الخطوات اللازمة لذلك، وإذا وجدته يتسلى ويضيع وقته في العبث بالمسكينة، فلا مانع من الاعتذار له ولأهله دون ذكر شيء معين، وإنما من باب الحرص على مصلحته والخوف عليه من الانشغال بما لا ينفع أو أي حجة أخرى مناسبة، وحاول نقل الصورة لوالدتك بالطريقة التي تفهمها، ومع ذلك لا تنس توعية البنت وشرح وجهة نظرك لها حتى لا تتهمك بأنك ضد مصلحتها أو أنك تريد أن تحرمها من محبوبها وفارس أحلامها، وبين لها أنك على أتم استعداد لمساعدتها، وأنك ستكون أسعد الناس بسعادتها، ولكنك لا تريد لأحد أن يضحك عليها، وأنك تريدها عالية الرأس بين الجميع، وأنك معها قلبا وقالبا بشرط أن تسير الأمور بالطريقة الطبيعية والمشروعة، واجتهد في إقناعها بأنك معها ولا تريد إلا سعادتها، وعليك بالدعاء أن يوفقك الله في مساعيك، وأن يشرح صدر الجميع لفهم وجهة نظرك.
وبالله التوفيق.