أشك بأنني أعاني من بطانة الرحم المهاجرة والأطباء لا يصدقوا شكوكي فماذا أفعل؟

0 384

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (25) سنة، لست متزوجة، منذ بلوغي وأنا أعاني من عسر الطمث الذي لا يهدأ إلا باستخدام المسكنات القوية، أو الإبر المسكنة والسيلان، ولكن منذ ست سنوات بدأت أشعر بآلام في الجانب الأيسر من الحوض، في المنطقة ما بين المبيض الأيسر والحالب الأيسر، يمتد هذا الألم إلى أسفل الظهر من الخلف، لقد أهملت هذا الألم لظني بأنه شيء عادي، فازداد الألم خاصة في وقت الإباضة والدورة الشهرية.

راجعت العديد من طبيبات النساء اللاتي أكدن بأن الرحم والمبايض سليمة، كل ما أعانيه هو تضخم بسيط لا يتعدى السنتيمتر في المبيضين، تم تفسير التضخم بأنه تكيس، ولم يتم وصف أي دواء إلى الآن؛ بسبب انتظام الدورة، ولأن مستوى الهرمونات جيد، بعدها انتقلت إلى أطباء المسالك البولية والجراحة العامة والباطنية أملا في التعرف على السبب، منهم من قال بأنه القولون العصبي، ومنهم من قال بأنها التهابات المسالك البولية، وتم وصف العلاج، وكان عبارة عن مضاد ومحلول منظف للحالب، ولكنني لا أتذكر اسمه، استخدمته بدون أي فائدة تذكر، بعض الأطباء قال بأن معاناتي هي وساوس فقط، حاولت تناسي الألم ولكن إلى الآن والأعراض في ازدياد، تطورت الأعراض وأصبحت غريبة بالنسبة لي، وهذا ما أعانيه الآن:

1) ألم شديد في الحوض، وخاصة في الجانب الأيسر وفي أثناء الدورة الشهرية وأوقات الإباضة، وفي وقت التوبيض يزداد الألم ويصل إلى الرجل.

2) قلة دم الدورة، مع الألم الشديد عند نزول الدم، وعند توقف نزول الدم يختفي الألم وكأنني كاذبة.

3) ألم في الجانب الأيسر بين الدورات أخف من ألم الدورة والإباضة ولكنه مزعج ومستمر.

4) ألم بعد انتهاء الدورة بيوم وكأنها ستنزل مرة أخرى.

5) منذ شهر مايو السابق وأنا أشعر بألم شديد عند الشعور بلزوم قضاء الحاجة، وتكون كالطعنات في منطقة الشرج ولا تطاق، وكأن هناك هواء محتبس في الأمعاء ولا أستطيع إخراجه، يكون مؤلما في أول أيام الدورة، يصحبه نزول الدم مع البراز في أول يوم للدورة، تكون عادة كالنقاط على البراز، ولكن في آخر شهر نزول دم صريح مختلط مع البراز ذو رائحة بشعة.

علما بأنني أعاني من الإمساك قبل الدورة، وأصبحت أعاني من البواسير الداخلية الصغيرة بسبب الإمساك، فأتناول مسكن (ديفيدو) شهريا عن ألم الدورة في أول ثلاثة أيام أو أول يومين، بعدها يكون الأم محتملا ويقل، فلا يعقل أن يكون ما أعانيه مجرد هواجس، فقد أصابني التعب من التفكير والتحليل والقراءة عن الأمراض والأعراض، والمرض الذي وجدت بأنه يطابق أعراضي هو انتباذ بطانة الرحم، والأطباء رفضوا تصديقي، فهل أنا مصابة به، وما الذي يجب علي فعله؟

أتمنى أن أجد الجواب الشافي منكم في أسرع وقت وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا ابنتي- إن أول احتمال يجب أن يطرأ على الذهن عند الاطلاع على مشكلتك, هو احتمال أن يكون لديك مرض بطانة الرحم الهاجرة، لأنه يفسر كل الأعراض الحادثة عندك, سواء ألم البطن والحوض، أو ألم الشرج ونزول الدم خلال التبرز.

والحقيقة هي أن هذا المرض شائع أكثر مما كان يظن في السابق، وكلما تم تشخيصه بشكل مبكر، كلما كان هذا أفضل، وكثيرا ما يضيع التشخيص بسبب غموض بعض الأعراض كما في الحالة عندك، حيث حدث النزف مع التبرز، وهنا لا يكتشف المرض إلا بعد زواج الفتاة، في سياق البحث عن سبب تأخر الحمل.

إن مرض بطانة الرحم الهاجرة، هو عبارة عن قطع من بطانة الرحم وجدت طريقها أو هاجرت إلى أماكن أخرى من الجسم، وبالتالي ستستجيب هذه القطع من البطانة للهرمونات المبيضية، تماما كما تستجيب لها بطانة الرحم في داخل الرحم؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم فيها، وهو يشبه دم الحيض، ويؤدي إلى حدوث ألم دوري، أي ألم يتبع أياما معينة من الدورة، لكنه يحدث أحيانا طوال أيام الشهر، وقد يسبب الألم في الشرج أو حتى في المهبل، وكل هذا يتبع مكان توضع قطع البطانة، فإن توضعت في قناة الشرج أو قرب المستقيم، فقد تسبب فيها الألم ولاحقا النزف، ولذلك فقد يكون سبب الألم والنزف الشرجي عندك هو وجود بقع للمرض في قناة الشرج أو بالقرب منها, وقد يكون حدث اتصال أو ناسور بينها وبين قناة الشرج.

إن تشخيص المرض لا يتم إلا بطريقة واحدة، وهي عمل تنظير لجوف الحوض، ورؤية بقع المرض بالعين المجردة، وأخذ عينة منها لذلك فإنني أنصحك بأن تراجعي طبيبة مختصة بأمراض العقم بالذات، ويفضل أن تكون في مركز مختص بأمراض العقم وأطفال الأنابيب؛ لأن الطبيبة التي تعمل في مثل هذه المراكز تشاهد حالات كثيرة من هذا المرض، ولديها خبرة في التعامل معها، فكما ذكرت أن أغلب الحالات تكتشف في سياق معالجة العقم, وقد تتمكن للطبيبة في بعض الحالات أن تتمكن من تطبيق العلاج في وقت المنظار، فتكون الفائدة مضاعفة -بإذن الله تعالى-.

إن تم التأكد من أن الحالة هي بطانة الرحم الهاجرة، فيجب خلال التنظير أخذ عينة، ويجب تصنيف شدة المرض وتوزعه حسب توصيات وجداول معتمدة عالميا، وبناء على ذلك يتم وضع الخطة العلاجية للحالة -بإذن الله تعالى-.

كما أنبه إلى أنه يجب عمل تحليل في الدم يسمى -CA125- ليكون قاعدة يعتمد عليها في المتابعة خلال العلاج -إن شاء الله تعالى-، إذا الأولوية في مثل حالتك هي لتأكيد أو نفي وجود هذا المرض, ومن ثم المتابعة ستكون حسب نتائج التنظير -بإذن الله تعالى-.

نسأله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات