أخي مدمن على المواقع الخليعة، كيف أنقذه؟

0 255

السؤال

السلام عليكم.

لا أعرف كيف أبدأ، ولكني أسأل الله حلا لذاك الخطر الجامح.

أود أن أطرح مشكلة لأخي، وقد بلغ من العمر 33 سنة، لا يصلي، ومسرف في حياته، وقد اكتشفت قبل فترة عند دخولي إلى حاسوبه الخاص أنه يدخل على مواقع خليعة، وأنه مدمن عليها، فبعد ذلك لاحظت تصرفاته، فهو يغلق على نفسه الغرفة، ووجدت تلفازه مشفرا لا يتم الدخول عليه إلا برقم سري!

حاولت أن أحكي لأخي الملتزم لينصحه، ولكن لكوني فتاة ترددت، والله! إني بحيرة دائمة، وأشعر أن الخطر يحيط به، وكلما نظرت إلى أخي أشعر أنه إنسان مقزز ومعفن داخليا، ومنافق!

ساعدوني؛ لعلي أجد عندكم ما ينقذه من هذا الوضع الشاذ الذي يهدد شبابنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حفظك الله وسدد خطاك، وزادك حرصا على الخير وتوفيقا، ونسأل الله العظيم أن يهدينا ويجعلنا سببا لمن اهتدى.

فإن الصلاة هي الميزان الذي يوزن به الإنسان في الدنيا، وهي أول ما يحاسب عليه في الآخرة، وبصلاحها تصلح الأعمال، وهي ناهية عن المنكر، ومعينة للإنسان على كل خير، ومن هنا كان لا بد أن تكون البداية بنصح هذا الشاب بضرورة المواظبة على الصلوات، وفي رحاب المسجد سوف يتعرف على الأخيار الذين وصفهم الله فقال: (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ))[النور:36-37].

ولا بد أن يكون لأخيك الملتزم دور في إصلاح أخيه، ولا شك أن هذا الأخ في هذه السن لا ينفع فيه إلا أسلوب اللين والملاطفة، ولا تترددي في إخطار أخيك، فلا مجال للتأخير، وعليه أن يحسن مناصحته دون أن يشعره أنه عرف عن طريقك؛ لأن هذا مما يعين الشيطان عليه، والصواب أن يدخل هذا الأخ غرفة أخيك المنحرف، ويدخل إلى حاسوبه ويتفحص بنفسه تلك المخالفات ثم يناصحه في السر، ويبين له خطورة تلك المواقع التي أعدها أعوان الشيطان لإفساد الشباب، وأرجو أن ينفع هذا الأسلوب في إصلاح هذا الأخ، خاصة أن الإخوان بينهم تقارب وتفاهم.

وعليك أن تجتهدي في الدعاء لهذا الأخ في الليل والنهار، وخاصة في الأوقات الفاضلة مثل السحر ودبر الصلوات المكتوبة، ولا تتقذري من أخيك، فالمسلم لا يكره العصاة لكنه يكره أفعالهم التي تغضب الله، وتذكري أنه ما وصل إلى هذا المستوى إلا بتقصير الأهل في توجيهه.

والصواب أن نجتهد في عزله عن أصدقاء السوء، ونملأ فراغه بمهام يخدم فيها نفسه وأسرته، ولا بد أن يشعر بحاجة الأسرة إليه، حتى نبني في نفسه عناصر الثقة.

واحرصوا على استبدال تلك المواقع المشبوهة بأخرى نافعة، وكونوا إلى جواره، فالوحدة شر والشيطان قريب من الواحد، والإنسان ضعيف بنفسه، ولكنه قوي بإخوانه، والفراغ والجدة مفسدة للإنسان، والذي لا يشغل نفسه بالخير تشغله نفسه بالباطل.

نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يهب المسيئين منا للمحسنين.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات