السؤال
السلام عليكم.
أعاني من كثرة خفقان القلب، ودائما أشعر بوخز وألم في القلب، كما أشعر أن قلبي سيتوقف، ولا أستطيع النوم بسبب الخفقان، أو أستيقظ بسبب الألم، ووجود آلام على مستوى الصدر كانت في البداية في الجهة اليسرى حتى انتقلت إلى باقي المناطق، وخاصة اليدين والرقبة، كما أحس بالغثيان الدائم والمستمر، والدوخة، والتعرق في بعض الأحيان، وأصبحت أخاف جدا.
علما أن هذه الحالة تأتيني على شكل نوبات، وذهبت إلى عدة أطباء، فيقولون لي: إن قلبك سليم، وكل منهم يشخص لي مرضا مختلفا ( القولون، القلق، المعدة )، وقد دامت حالتي شهرين، وأنا على هذه الحالة إلا أن خفقان القلب عاد إلى حالته الطبيعية، هل هذا مرض قلب أم مرض آخر؟ وبماذا تنصحني؟
جزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما وصفته من أعراض – أيها الفاضل الكريم – لا علاقة له مطلقا بمرض القلب، هذا كله ناتج من القلق النفسي، والقلق والتوتر النفسي يؤثر على بعض أجزاء الجسم، ليس تأثيرا مرضيا حقيقيا، لكن الذي يحدث هو أن الإنسان حين يكون قلقا، خاصة إذا وضع في مخيلته أنه ربما يصاب بمرض معين، مثلا أمراض القلب أصبحت منتشرة في زماننا هذا، وكذلك كثر موت الفجاءة، وهذا أدى إلى شيء من عدم الطمأنينة لدى الناس حول صحتهم وأمراض القلب على وجه الخصوص، ولذا تجد على مستوى العقل الباطني تنشأ هذه الأعراض، أعراض: شعور الوخزات في الصدر، آلام في الصدر، البعض يشتكي من كتمة، من ضيقة.
وكما في حالتك أصبحت هذه الآلام موجودة في الجهة اليسرى خاصة اليدين والرقبة، ومثل هذه الأعراض يعرف أنها قد تحدث في أمراض الذبحات القلبية، طبعا الذي تعاني منه ليس ذبحة قلبية، إنما هو نوع من التشابه أو التماثل أو التماهي مع أمراض القلب، وكل هذا ناتج من قلقك حول صحتك، حتى وإن كان هذا القلق ليس ظاهرا بالنسبة لك.
إذا الأمر كله متعلق بانقباضات عضلية، وليس مرضا في القلب.
أما موضوع القولون فهذا موضوع معقد، ودار حوله أيضا الكثير من البحث والكلام، ونستطيع أن نقول أن اضطرابات الجهاز الهضمي عامة يلعب القلق أيضا فيها دورا، فمن قال لك أنك تعاني من القولون فهو صادق، والذي قصد أنه قد تحدث لك بعض الانقباضات البسيطة في المعدة أو القولون، وهذه تؤدي إلى الأعراض التي تشتكي منها؛ لأن المعدة قريبة جدا من الحجاب الحاجز، وأي حركة فيها أو انتفاخ مثلا أو سوء هضم هذا يضغط على الحجاب الحاجز مما يؤدي إلى زيادة في خفقان القلب وربما الشعور بالوخز في الصدر.
فالعملية كلها هي قلقية، وليس أكثر من ذلك أيها الفاضل الكريم.
الذي أنصحك به هو أن تتوقف عن الذهاب إلى الأطباء؛ لأني لا أريدك أن تدخل فيما يسمى بالمراء المرضي، وهو نوع من التوهم المرضي.
ثانيا: أكثر من ممارسة تمارين الاسترخاء، هذه التمارين فائدتها عظيمة جدا.
ثالثا: لا تكثر من شرب الشاي والقهوة، فهي مثيرة لتسارع ضربات القلب.
رابعا: نم مبكرا، ووزع وقتك بصورة صحيحة، وأد صلواتك في وقتها، وأن تكون مسترخيا، ولا بأس أيضا من أن تتناول دواء بسيطا مضادا للقلق، هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) يعتبر دواء ممتاز، وبما أن عمرك عشرون عاما يعتبر هذا الدواء دواء سليم جدا بالنسبة لك في هذه المرحلة.
الجرعة المطلوبة جرعة صغيرة، كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما، تناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم كبسولة صباحا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.