كيفية تجنب العصبية والانفعال

1 985

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله!

أرجو منكم التكرم بإفادتي عن كيفية تجنب العصبية الزائدة والانفعال في مواقف مختلفة تجعل أهلي -وأحيانا الناس- يصفونني بالشخص العصبي، حيث يظهر ذلك علي عندما أتحدث بصوت مرتفع قليلا وتتغير معالم وجهي! فهل لهذا سبب نفسي، أو أنها طبيعة لا يمكن تغيرها؟
جزاكم الله كل الخير!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أخي باسل حفظك الله ورعاك، إن الشخص الذي لديه مزاج عصبي شخص متسلط، يعطي لنفسه حق التنظيم في كل الأمور، يتسم بالتعالي والغطرسة، ويفرض رأيه على الآخرين، لا يأخذ المشورة من أحد، يحاول تدمير من يتعامل معه، ولا يعبأ بأفكار الآخرين وآرائهم، يغضب لعدم تنفيذ أوامره، وقد يلجأ إلى التلاعب بالآخرين، وقد يؤدي به هذا الانفعال إلى التلفظ بكلمات السب والشتم والضرب، وإذا لم تعالج هذه المشكلة، فستزداد حدتها، وتصبح عبارة عن مرض نفسي عصبي!

وعندما تستعمل أسلوب السب والشتم - أخي باسل - فهذا سيكسر جسر المحبة والثقة بينك وبين الآخرين، فالغضب يلقي بغشاوة على الأعين والقلوب، ويحول بينها وبين الحقيقة، ويجرفنا معها نحو أمور لا تحمد عقباها!

واعلم أن هذا الغضب والانفعال كلها من مداخل الشيطان، يريدك أن تنتصر لنفسك وليس للحق، واستمع إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الصحابي، وقال له: (يا رسول الله أوصني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وصية جامعة: لا تغضب، ثم قال له مرة ثانية: أوصني يا رسول الله، فقال له: لا تغضب)، وهذا دليل على أن الإنسان الذي يملك نفسه عند الغضب هو الإنسان القوي في نفسه، القوي في شخصيته، القوي في بدنه، وهذا ما أكده أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

واعلم - أخي باسل - أن الغضب هو ردة فعل انفعالية جبارة ومؤقتة إزاء تهديد معين، ويمكن للغضب أن يتحول إلى حقد مزمن يدوم حتى بعد انقضاء الحالة التي تسببت به؛ فيؤثر سلبا على راحتنا النفسية، وفي صحتنا!

وقد قيل لعبد الله بن المبارك: "أجمل لنا حسن الخلق في كلمة، فقال: ترك الغضب، ولكي تتجنب الغضب والانفعال، عليك بالخطوات التالية:

1- عليك بكثرة الدعاء، والتضرع إلى الله بأن يجنبك الغضب، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، فقال لها: (يا عويش! قولي: اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن).

2- إذا أحسست بنفسك أنك منفعل غضبان، حاول أن تذهب إلى التوضأ؛ فإنه لايطفئ النار إلا الماء، والغضب من النار، كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

3- حاول أن تبتعد عن المواقف التي تسبب لك الغضب والانفعال!

4- حاول أن تضبط نفسك، وتكون لديك الروية والهدوء في معالجة الأمور؛ فهي السبيل الوحيد في نيل ما تتمنى ممن حولك!

5- كثيرا ما نكرر كلمة فقدت أعصابي، أو أنك تثير غضبي، أو تفقدني صوابي، فهذه كلها عبارات تؤدي بك إلى فقد الثقة بنفسك، وتولد لديك مشاعر سلبية، وتكون مدمرة لنفسيتك، فحاول أن تتجنبها، ولا تستعملها أبدا! وتعلم كظم الغيظ؛ فهذا قمة الإحسان، واسمع إلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أخذ بيده، وقال له : (يا معاذ! أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحمة اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام).

وبالله التوفيق!



مواد ذات صلة

الاستشارات