السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة جامعية أدرس الطب، تعرفت على شاب عن طريق الصدفة في شات إحدى صديقاتي، وهو قريبها، وفي إحدى المرات كان يستخدم حسابها بناء على طلب منها؛ بغرض تقديم النصائح لي حول الامتحانات، ومن ثم أصبحت أتحدث إليه كثيرا، حتى صرنا أصدقاء، ثم أحببنا بعضنا.
أعلم جيدا أنه حرام، ولا يجوز ذلك، وقد حاولت الابتعاد عنه، وصليت صلاة الاستخارة، فأنا ضائعة، ووقتها حلمت بشاب وسيم -هو في غير شكله الحقيقي- اقترب مني، وابتسم، ثم جلس بقربي، كما حلمت أنني فتحت إيميلي، ووجدت ورقة ملصقة عليه، ومكتوب فيها رزاق، فتعجبت كيف أن الورقة على جهاز الحاسوب، من ثم فتحت أحد الإيميلات، ووجدت مكتوب رزاق أيضا، للعلم أن الشاب اسمه عبد الرزاق.
لم أستطع أن أفترق عنه، رغم أنني حاولت العديد من المرات، ووجدت حلمي حجة للاستمرار في الحديث معه، كما أنه دائما يقول لي: إن الجميع يتزوجون أشخاصا يعرفونهم سابقا، ويبدأ بضرب الأمثلة، وغيره، ومن ثم قابلته.
أنا أعيش صراع داخلي، شيء ما يجذبني نحوه، ولا أستطيع الابتعاد عنه، وبالمقابل تأنيب الضمير لا يفارقني، لا أدري ماذا أفعل؟
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن العواطف عواصف، وأن التمادي على المخالفة يجلب الويلات، فتوقفي فورا، وتوبي إلى الله، وعلى الشاب أن يتوب ثم يطرق باب أهلك؛ حتى تصبح العلاقة شرعية ومعلنة، وعلى كل فتاة تشعر بميل شاب إليها أن تطالبه بالمجئ للبيوت من أبوابها، وهذا هو أول وأهم اختبار لصدق الشاب، مع ضرورة أن يأتي بأهله؛ ليحصل التعارف ثم التآلف، فالزواج ليس علاقه بين شاب وفتاة وحسب، بل هو لقاء بين أسرتين، وأحيانا قبيلتين، وغدا سيكون هنا أعمام وعمات، وهناك أخوال وخالات.
ونحذركم من الاستمرار في التواصل في الخفاء؛ لأن الله يمهل ولا يهمل، والعلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية خصم على سعادتكما الأسرية، والعظيم الرحيم يستر ويستر ويمهل، لكنه لا يهمل، وإذا تمادى الإنسان في عصيانه، فإنه سبحانه يهتك ويفضح ويخذل " ولا يأمن مكر الله إلا الخاسرون"، فانتبهي يا سعيدة فقد هلكت لبنى وسعاد، وعودي إلى رب العباد.
وأرجو أن يعلمن بناتي الفاضلات أنهن صادقات في مشاعرهن، لكن من الشباب من يريد قضاء الأوقات والعبث بمشاعر الفتيات، ومن هنا فنحن ندعوك إلى التوقف الفوري، وعليه إن يريدك أن يبدأ بالخطوات الشرعية الصحيحة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمرارك في التشاور، ونتشرف بخدمة شبابنا وفتياتنا، ونسأل الله لك التوفيق والثبات.