السؤال
السلام عليكم، ترددت كثيرا في إرسال مشكلتي، ولكن شجعني سعة صدركم، جزيتم الجنة.
أنا فتاة بعمر 23 سنة، قلقة جدا وحساسة بطبعي، بدأت مشكلتي منذ حوالي 3 أشهر، عندما انفصل والدي ووالدتي، في نفس التوقيت أصبت ببرد شديد، وبعدها أصبحت أشعر بآلام شديدة، ووخزات في أعلى صدري، وآلام في ظهري.
وبدأت معاناتي عندما بحثت في النت، وعلمت أن آلام الصدر مرتبطة بالقلب، فخفت كثيرا، وبدأت أتوهم كل الأعراض التي قرأتها، فبدأت ضربات قلبي تتسارع كثيرا، وكنت أشعر برفرفة في صدري، وضربات ساقطة.
عندما ذهبت إلى طبيب العائلة قال: إن قلبي وصدري سليم -والحمد لله-، و لا داع لإجراء رسم قلب وإيكو، ارتحت كثيرا بعد كلامه، وطوال أسبوع لم أشعر بشيء، وكانت دقات قلبي طبيعية جدا.
لكن نظرا للظروف المحيطة بي رجعت أتوهم الأعراض من جديد، ودخلت في دوامة، فكنت أضع يدي دائما على قلبي وأراقبه، ورجعت أشعر بالخفقان من جديد، كنت أصحو من النوم فزعة وأبكي، توقفت عن رؤية أي أحد، وتوقفت عن دروس حفظ القرآن ودروس الذكر، وحتى قيام الليل، حتى خطيبي لم أعد أتحدث معه، فقدت شهيتي، ولم أعد آكل شيئا -ربما طوال اليوم-.
حتى سمعت ذات مرة عن مرض سرطان الثدي في التلفاز -عافانا الله-، وبدأت أتوهم وأتفحص جسدي باستمرار، وأصرخ وأبكي بلا سبب، وظللت أياما كثيرة أتوهم أنني مصابة بالسرطان.
دائما كنت مؤمنة، وأعلم أن الموت حق، والمرض ابتلاء، لا أريد أن يغضب الله مني بسوء ظني هذا، فأنا أحبه كثيرا، ولكن لا أعلم ماذا يحدث لي؟ ولم أكن هكذا يوما، أصبحت أخاف وأتوهم المرض، ومنذ أيام قليلة سمعت عن شاب كان يشعر بآلام شديدة في ظهره، واتضح أنه سرطان، وتوفي خلال شهر، أصبحت آلام الظهر والرقبة، بل وآلام في كل جسدي لا تفارقني، وأبحث عنها وأتوهم، وأشعر بكل الأعراض.
نقص وزني 4 كيلو، وكنت قرأت أن مرضى السرطان تنقص أوزانهم، وأنا خائفة جدا، ولكني لا آكل شيئا بسبب حالتي النفسية، وخلال هذه الفترة نسيت مشكلة قلبي تماما؛ لانشغالي بغيرها، حتى أنني قست ضربات قلبي وقت الراحة فوجدتها طبيعية تماما.
ساعدوني فأنا في دوامة لا أعرف كيف أخرج منها؟ ما إن أتخلص من شيء حتى أتوهم الآخر، وما إن أشرع بألم حتى أتوهم أنه شيء خطير، وأبحث عنه، لا أريد أن يغضب الله مني، أريد أن أكون مؤمنة ومتوكلة عليه، وتاركة أمور حياتي له سبحانه، وأنا في غاية الاطمئنان، فماذا أفعل؟
وهل إذا أحسنت الظن في الله لكل ما هو قادم في حياتي يتحقق؟ وهل إذا دعوت الله أن يديم علي نعمة الصحة، وحمدته عليها باستمرار، يتحقق؟ لأنني كنت قرأت أن القدر أحيانا يكون أقوى من الدعاء فيرده، ويقع القدر؟
آسفة جدا على الإطالة.