السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 21 عاما، منذ 4 أشهر تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وكان ذلك بالصدفة، هو متدين، فأنا لا أتحدث معه كثيرا، مرة أو مرتين في الشهر.
نصحني بقراءة العديد من الكتب الدينية، كما أرسل لي العديد من المحاضرات في تزكية القلب والنفس، وبسببه تعلمت الكثير من أمور الدين التي كنت أجهلها، واتخذت العديد من القرارات في حياتي بعد أن اطلعت على نظرة الشرع فيها.
ومؤخرا أصبحت أشعر بانجذابه لي، وأنا أنجذب إليه كذلك.
أريد استشارتكم كيف يمكنني أن أصحح طريقة تحصيلي لهذا العلم؟ وهل يمكنني الاستفادة من علمه ونصائحه أم أقطع اتصالي به؟ وإن صرح بحسن نيته ورغبته في الزواج فكيف أتصرف معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم إسماعيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونحيي فيك الروح التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يحفظك، ويصلح لك الأحوال، وأن يجمعك به إن كان في ذلك خير لك على الحلال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
لابد من التوقف في كل الأحوال، وعليه أن يطرق بابكم إذا أرادك أما للعيال، وسيدة للدار، ولا ينبغي الاستمرار مع شاب في علاقة خفية، وإن كان من الأخيار، ونتمنى أن تطلبي العلم، وتتواصلي مع الداعيات، وتصادقي البنات الأبرار.
وأرجو أن تعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه؛ حتى يوقعهم في المهلكات، ويأخذهم في خطوة تعقبها خطوات، ولذلك قال ربنا العظيم: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} لماذا يا رب؟ {إنه لكم عدو مبين}.
ولا يخفى عليك أن العلم متاح لمن أرادت، وهناك نساء صالحات وعالمات، ومواقع تعلم الفتيات وتشرف على تلك المواقع فاضلات، فلست بحاجة إلى نصح رجل، والعواطف عواصف، والإسلام باعد بين النساء والرجال؛ حتى في صفوف الصلاة، فجعل خير صفوف النساء آخرها؛ لبعدها عن الرجال.
وإذا كان قد لمح فلا مانع من أن تطلبي منه أن يأتي داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، ولا ننصح بأن يذكر الطريقة التي تم بها التعارف؛ حتى لا يساء بكم الظن، ولا تقبلي به إلا إذا حصل لك بعد النظرة الشرعية ارتياح وانشراح، ومن هنا فالصواب أن تتوقفي عنه، وعليه أن يطلبك رسميا من محارمك، ثم يأتي بأهله ليحصل التعارف والتآلف.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بأن تنصحي لنفسك، فتتوقفي وتعينيه على الخير بامتناعك عن الاستمرار، وأنت أول من يربح، وفي توقفك اختبار لصدق رغبته، والإسلام أرادك مطلوبة عزيزة، وفي توقفك رفع لقيمتك عنده، وقبل ذلك عند الله، فاتركيه لله، واعلمي أن من تركت شيئا لله عوضها الله خيرا.
سعدنا بتواصلك، ويفرحنا الاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.