السؤال
السلام عليكم
الطبيب المتميز والرائع؛ الدكتور/ محمد عبد العليم.
أنا شاب أتعالج من مرض الاضطراب الوجداني من الدرجة الثانية، ونظرا لحدوث بعض الارتفاع في الكوليسترول، فإني أتناول دواء (crestor 10).
هل (كريستور) له تأثير سلبي على الحالة المزاجية، بحيث يجعل المزاج ينخفض ويسوء، وما هو بديل (السيروكويل) للاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ يفضل دواء لا يسبب زيادة في النوم.
هل يحتاج تقلب وتذبذب المزاج إلى العلاج باستخدام جلسات الكهرباء، حيث أتعالج بالأدوية منذ 3 سنوات، وأشعر أن حالتي المزاجية غير مستقرة حتى الآن، وأن الأدوية لا تفيد، وكم عدد الجلسات التي أحتاج إليها، إذا كنت في حاجة إلى ذلك؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فدائما تواصلك معنا مرحب به؛ لأن أسئلتك هي أسئلة طيبة ومفيدة، وفعلا تستحق الاهتمام، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.
أيها -الفاضل الكريم-: عقار (crestor) من الأدوية الطيبة والأدوية الفاعلة جدا لتخفيض مستوى الكولسترول، وكذلك الدهنيات الثلاثية في الدم، وهو من الأدوية المستحدثة نسبيا، ويقال: إنه هو الأفضل في مجموعة ما يعرف بمجموعة (STANTINS)، وهي الأدوية الخافضة للكولسترول، هذا الدواء ليس له أي تأثير سلبي على الحالة المزاجية للإنسان، أنا أؤكد لك ذلك بصفة قاطعة جدا.
بالنسبة (للسوركويل Seroquel) والبدائل له، أقول لك: إن عقار (إرببرازول Aripiprazole) والذي يعرف تجاريا باسم (إبليفاي Abilifu) هو الأفضل، وهو الأقرب (للسوركويل)، ويتميز بأنه لا يسبب زيادة في الوزن، بل ربما يزيد من درجة اليقظة؛ لذا ننصح باستعماله نهارا، و(الإرببرازول) ربما يتميز أنه لا يرفع نسبة الكولسترول في الدم، وهذا أمر تحتاج إليه، و(الإرببرازول) من مثبتات المزاج الحقيقية والفاعلة.
الجرعة هي أن تبدأ بسبعة ونصف مليجرام لمدة أسبوعين مثلا، ثم تجعلها خمسة عشر مليجراما، هذه هي الجرعة الصحيحة والفاعلة.
الدواء له أثر جانبي بسيط، وهو أنه في حوالي عشرة إلى عشرين بالمائة ربما يؤدي إلى ما يعرف بالتململ الحركي البسيط، يعني أن الإنسان يحس أنه لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد لفترة.
لا أريدك أن تتحسس نفسيا حول هذا الأثر الجانبي، حتى لا تصاب به، ويكون السبب سببا نفسيا أكثر من سبب بيولوجي، لكن الأمانة العلمية تقتضي أيضا أن أنبهك لهذا الأثر الجانبي.
إن حدث أي تململ حركي فيعتبر عقار (إندرال Inderal) والذي يعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة صغيرة، هو الأفضل لعلاجه.
أيها الفاضل الكريم، لا ننصح مطلقا باستعمال الجلسات الكهربائية لعلاج تذبذب المزاج؛ وذلك لسبب واحد وأساسي، وهو أن الاكتئاب الذي يحدث للإنسان في هذه الحالات ليس اكتئابا مطبقا أو كدرا سوداويا يتطلب العلاج الكهربائي، والسبب الآخر وهو الأهم: أن الجلسات الكهربائية ربما تدفع الإنسان نحو القطب الهوسي، وهذه إشكالية كبيرة جدا.
أيها الفاضل: لا مكان للجلسات الكهربائية في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، إلا في حالات نادرة ونادرة جدا، ويكون هذا قطعا تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر، ومن الطبيب المقتدر جدا.
أخي الكريم، أرجو أن تكون أكثر تفاؤلا، وأن تلتزم بعلاج مثبتات المزاج، وأرجو أن تؤهل نفسك وتعيش حياة طبيعية، هذا هو المهم في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.