أمي ترد الخطَّاب ولا تستشيرني!

0 38

السؤال

السلام عليكم

سؤالي: هل ممكن أن تغار الأم من ابنتها ولا تريد لها الزواج؟ فأمي دائما تبعد عني من يتقدم لخطبتي، وتقول: إن لم تتزوجي ماذا سيحدث؟ سيكون أفضل إن لم تتزوجي.

أنا أرى جميع صديقاتي، ومن هن في سني وأصغر مني تتم خطبتهن، فأحزن حزنا شديدا في نفسي، وأرى تعامل الأمهات مع بناتهن، وأقارن ذلك بتعامل أمي معي، فأشعر أنها لا تحبني، ولا تريد لي الخير، وعندما يتقدم أحد لخطبتي، وأطلب منها مقابلته ومحادثته، لعله يحدث توافق بيننا، ولا داعي للرفض، فإنها تسخر مني وتضحك ضحكة تقتلني من الداخل، ولا تجيبني.

أية أم هذه؟! لا أريد أن أكرهها فهي أمي، علما بأنه إذا تمت خطبة إحدى قريباتها، تذهب وتكون في قمة السعادة، كما أنها لا تهتم بي إطلاقا، وأحيانا تتسبب في كره أبي لي، وتدعي أمامه أنني لا أقوم بأعمال المنزل وغيره، ويعلم الله أنني أنفذ كل ما تطلبه مني وأكثر، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف معها؟ أجيبوني أفادكم الله، فأنا على وشك أن أكره نفسي، وما أصعب أن يكره المرء نفسه، ماذا أفعل معها؟

مع خالص الدعوات لكم بالتوفيق والنجاح، والسلامة من كل مكروه وشر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

تفهمنا ما يحصل، ونرجو أن تصبري، واجتهدي في بر والدتك، واقتربي من والدك وشاركيه في قراراتك، ولا تصطدمي مع والدتك، واعلمي أن ما يحصل معك يتكرر في بعض البيوت، وسببه في الغالب الحب الشديد للفتاة، والخوف من فراقها، أو ميل البنت لوالدها، واحتفاء الوالد ببنته مما يحرك غيرة الأم، وربما لأن البنت هي الوحيدة.

نرجو أن لا تتوقفي طويلا، وحاولي البحث عن مخرج، مثل إشراك العمات أو الخالات والداعيات، حتى يعرف الجميع أن اختيار الزوج المناسب من حق الفتاة، وعلى أوليائها استئذانها وسؤالها وإعلامها بكل من يطلب يدها.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وسنسعد باستمرار تواصلك، مع التوضيح لتفاصيل ما يحصل، وتجنبي تضخيم الأمر، واحذري من تواصل الأحزان، واعلمي أنه لا معنى للانزعاج بعد فهمك لمواقف الوالدة، وننصحك بذكر ما يحصل لخالة فاضلة أو عمة عاقلة، أو شقيق يتفهم، ونؤكد مرة ثانية أن دور الوالد كبير، بل هو الأساس في الاستقبال للخطاب، كما أن الرجال أعرف بالرجال.

لا يخفى على أمثالك أن العبرة بدين الخاطب وأخلاقه، ثم بارتياحك له وانشراحه لك، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، ولا ننصح بالمجاملة في هذا الأمر، واعلمي أن مشوار الحياة طويل، وسنسعد بتواصلك مع موقعك، ونسعد بمشاركتنا في قرارك، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح أحوالك، ويحقق أحلامك.

مواد ذات صلة

الاستشارات