السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
والدي عنده مشكلة، وهي أنه يعطي بعض المشاكل، أو بعض هموم الحياة تفكيرا أو هما أكثر من اللازم؛ فيتعب نفسه، أو يمرض نفسيا، فما هو علاجه بالنسبة لجميع هذه المشاكل التي تؤرقه، أو الطريقة التي يفكر بها؟
وجزاك الله خيرا!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
اعلم أخي أن والدك يحتاج إلى ترويض شخصيته على الشكل الصحيح، فهو بهذه السلوكيات التي تتكلم عنها مدمر لذاته دون أن يشعر، وأحيانا قد يكون النقد أو اللوم المستمر يدفع به إلى شعوره بالنقص وتدني اعتبار الذات، ووجود معتقدات خطأ غير واقعية دفعت به إلى تجميد ذاته، والنظر إلى شخصيته على أنها عديمة الجدوى والنفع والخير.
وقد لا يرى في نفسه إلا العيوب، وتكبر هذه العيوب والمشاكل حتى يشعر بثقل نفسه وكثرة عيوبها ومشاكلها، فيقعد ينظر إلى نفسه بتدن.
ولهذا ينصح بعض العلماء أن يكون الإنسان لطيفا مع نفسه، واعلم أن النفس أمانة لديك، والمحافظة عليها واجب عليك، سواء صحة الروح من الشبهات والجفاف الإيماني، أو صحة العقل من الخرافات والأساطير، أو صحة البدن من الأمراض والأوبئة.
والتغيير -أخي إلياس- لابد أن يبدأ من الداخل؛ لأن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والتغيير يكون إيجابيا للأفضل، ولهذا لابد أن تكون لدى والدك قناعة تامة في الحفاظ على نفسه، وعدم تدميرها وتعريضها للمشاكل، وإذا صادفته أي مشكلة يحلها بالحكمة دون الوقوع في الهموم والتفكير السلبي الذي لا فائدة تجنى منه.
ويمكن أن تساعد والدك باتباع الخطوات التالية:
1- إشعاره بالقبول والطمأنينة والأمن.
2- تشجيعه على الأعمال التي يقوم بها، ومساعدته بقدر الإمكان في حل المشاكل.
3- حاول أن تكلمه على تجنب الإحباط والفشل واليأس، وتذكيره أن مع العسر يسرا، وأن بعد الضيق يأت الفرج، وأن بعد الكرب يأت النصر.
4- تنمية الشعور لديه بالسعادة والتفاؤل.
5- حاول أن تركز على الجوانب الإيجابية في شخصية والدك، وتعززها أكثر أثناء تعرضه لأي مشكلة.
6- حاول أن تكلمه عن التفكير المنطقي الواقعي، والابتعاد عن المعتقدات الخطأ التي تسيء إلى ذاته.
7- حاول أن تبعده عن أي مشكلة يتعرض لها، وتعالجها بطريقتك الخاصة دون علمه.
وبالله التوفيق.