السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لقد تزوجت من فتاة جديدة الإسلام، ولكني وجئت بأن الذي أدخلها الإسلام لم يهتم بتعليمها العبادات، والآن وبعد 3 سنوات من زواجنا هي تعرف الصلاة بمفردها، وتقرأ الفاتحة، ولكن بصعوبة، والحجاب تلبسه أثناء الصلاة، وتشعر بصعوبة الالتزام به أثناء خروجها! علما بأني مقيم في بلدها.
مشكلتي هي أنني منجب منها، ولكني أشعر بأن التزامها ليس كافيا لي ولأبنائي، فهل أصبر معها أملا بأن تلتزم، وتتعلم، أم أتركها وأتزوج من ملتزمة؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى.
فإن من واجب الرجل أن يعلم أهله أحكام الإسلام، أو يجلب لزوجته من تدرسها العلوم الشرعية الأساسية، وهي المتعلقة بالعقيدة والعبادات، وهذا القدر واجب على كل مسلم ومسلمة، والله تبارك وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا}.
وطبعا لا نقترح عليك ترك هذه المرأة، ولكن أرجو أن تجتهد في تعليمها أمور الدين، ولابد أن يكون هذا التعليم بصورة عاجلة قبل أن يبدأ الأطفال في التأثر بها، خاصة وأنكم في بيئة يظهر لي أنه يغلب عليها البعد عن الإسلام.
وإذا تركتها وفارقتها فقد تخرج من الإسلام، وترتد عنه والعياذ بالله، لكني أنصحك بالصبر والاجتهاد عليها، وتشجعيها على تعلم أحكام الدين الأساسية أولا، ولا بأس بعد ذلك من التوسع في الخيرات والفضائل، وننصحك كذلك بربطها ببلدك الإسلامي، والاجتهاد في أن تكون فترة بعدك عن بلاد المسلمين محدودة وقصيرة؛ لأن البيئة لها آثار خطيرة، وإذا لم يهتم الإنسان بتربية الأبناء على قيم الإسلام، فقد يتفلتوا منه غدا، وتصعب عليه السيطرة عليهم، وإذا لم يكن عند الأم دين وخوف من الله، فسوف تشجعهم على الانحراف والضياع.
وأرجو كذلك أن تحاول ربط هذه المرأة بأسر مسلمة؛ لأن المرأة تتأثر بأختها، وفي هذا أيضا ضمان لفلاح الأبناء إذا وجدت لهم أصدقاء من أبناء المسلمين، ويفضل أن تلتحقوا جميعا بمركز إسلامي، وتجعلوا في البيت أوقات مخصصة لتلاوة القرآن وتعلم الأحكام، واجلب إلى بيتك الكتب المفيدة والأشرطة النافعة، وليكن كل ذلك بأسلوب حسن ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
واعلم أن معاملتك الحسنة لهذه المرأة سوف ترغبها في الإسلام أكثر وأكثر، ولا تطالبها بأشياء فوق طاقتها، وتدرج معها في التعليم والتوجيه، فإن الإنسان إذا حمل أهل وأولاده على الحق جملة قد يرفضوه جملة، ولكن بالتشجيع والملاطفة والتركيز -في البداية- على الأمور الأساسية، فالعقيدة أولا، ثم العبادات، وهكذا.
ولن يحرمك الله سبحانه من أجر الصابرين، وثواب المحسنين، وأرجو أن تكون النيات خالصة لله، ولا تشعرها أنك قد تتركها وتبحث عن غيرها، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأن يهدي الله بك رجلا واحدا -أو امرأة- خير لك من حمر النعم)).
ولا تفكر في تركها، ولكني أكرر الوصية بالاجتهاد معها، والحرص على إصلاحها، وتذكر أن كل يوم يمضي دون أن تعلمها من الخير لن يكون في صالحك، خاصة وقد مضى على زواجكما ثلاث سنوات، كان يمكن أن يحصل فيها تقدم كبير من ناحية الالتزام بالإسلام، وأرجو أن تغتنم الفرصة قبل أن يكثر العيال وتزداد المسئوليات، فلا تجد هذه المرأة فرصة للتعلم.
وعليك باللجوء إلى الله والتوجه إليه سبحانه، واعلم أن حرصك على الطاعات ومسارعتك في الخيرات هي مفتاح النجاح، {وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}.
نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
والله ولي الهداية والتوفيق.