السؤال
السلام عليكم
ماذا أفعل مع العصبية، وكيفية التخلص منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإنه ومما لا شك فيه أن العصبية من الأمراض النفسية التي انتشرت وزادت خلال هذه الفترة المتأخرة من الحياة الإنسانية، وأصبح السواد الأعظم من الرجال والنساء يعانون منها، ولعل ذلك بسبب كثرة الضغوط التي أصبحت تقع على الإنسان، مما جعله لا يستطيع أن يسيطر على ألفاظه ولا على عباراته ولا على أعصابه أو مشاعره، وهذا أمر حقيقة يزداد حدة وسوءا وشدة كلما كان إيمان المسلم ضعيفا؛ لأن الإنسان إذا حافظ على أذكار الصباح والمساء، وحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها، وحافظ على ورد يومي من القرآن الكريم له، وحافظ على الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو بمعدل ألف مرة يوميا تقريبا، وأكثر من الاستغفار، فإن هذه العصبية تزول تماما، كذلك إذا أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
أما إذا كان الإنسان لا يتمتع بهذه النعم العظيمة ولا يطبقها، فإن الشيطان يستحوذ عليه، وهو الذي يتولى زمامه، ويقود حياته، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقوله: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) وعندما مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما على رجل قد غضب وانتفخت أوداجه وعلا الدم في وجهه، وأصبح في وضع غير طبيعي، قال: (إني لأعلم كلمة لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
إذا -أختي الكريمة- لا بد لنا حتى نتخلص من هذه العصبية أن نطبق هذا البرنامج بصفة منتظمة ويوميا.
ثانيا -حفظك الله تعالى-: أن نبحث عن الأسباب التي تثيرنا ونحاول أن نتخلص منها.
ثالثا: إذا بدأت تشعرين ببدء نوبة الغضب أو العصبية، حاولي أن تتركي المكان الذي أنت فيه، ولا تواجهي أبدا، بصرف النظر عن كون الحق معك أو ضدك، المهم أن المواجهة هي التي تزيد حدة الغضب وهي التي تزيد شدة العصبية، ولكن إذا كان الأمر بينك وبين زوجك فمن الممكن أن تتركي الغرفة، وأن تخرجي بهدوء، وأن تقولي: (أستأذن) أو (اسمح لي) واتركي الغرفة وانصرفي واجلسي بعيدا، وابدئي في الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وإذا كان أولادك كذلك، أي أحد، كلما شعرت بأن نوبة الغضب سوف تعتريك حاولي أن تخرجي من المكان الذي أنت فيه، ثم بعد ذلك إذا لم تستريحي، فأتمنى أن تتوجهي لدورة المياه لتتوضئي، لأن النبي أخبرنا -عليه الصلاة والسلام- بأن هذا علاج، إذا ظلت نوبة الغضب عندك في ارتفاعها فمن الممكن أن تغتسلي اغتسالا كاملا، ولو كان الماء باردا لكان حسنا، لأننا بذلك نطفئ النار التي أشعلها الشيطان في أجسدانا.
أيضا أن نعلم أن من الأمور الأكيدة والمهارات التي ينبغي أن نتعلمها أن الغضب لا يأتي بخير؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بتركه، عندما أتاه رجل فقال: أوصني، فكرر عليه النبي ثلاث مرات (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب) لأننا في لحظات الغضب نتفوه بعبارات لا نحبها، وقد نتصرف تصرفات لا نقرها، وقد نخسر أعز الناس علينا، وقد نخسر أحب الناس إلينا، وما من طلاق أو خلاف أو شقاق أو حتى قتل أو ضمار إلا وعادة ما يكون مصاحبا لنوبات من الغضب؛ ولذلك في حالات الغضب قد تقول المرأة عبارات تندم عليها عمرها كله، عندما تصر على أن تقول لزوجها: (لو كان فيك من خير، لو كنت رجلا، طلقني) وتظل تردد هذه العبارات حتى يقول لها زوجها ما يريحها، ثم تفاجأ بأنها قد فقدت حياتها وأولادها وزوجها.
إذا عليك باتباع هذه المهارات، مع الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصرف الله عنك هذه الآفة، وأن يعافيك منها، وأبشري بفرج من الله قريب.
هذا وبالله التوفيق.