هناك فرق بين حجم الثديين، مع ألم في الحلمة، فما دلالة ذلك؟ ساعدوني

0 298

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 19سنة، في بعض الأحيان أشعر بألم في حلمة الثدي الأيمن يظهر ويختفي، كما أن الثدي الأيمن أكبر من الثدي الأيسر، لذلك أشعر بقلق حاد، وأخاف أن يكون له أعراض سلبية على صحتي، وأخاف أن يكون سرطان الثدي، خاصة أن أمي توفيت بسبب هذا المرض، وأنا بحاجة ماسة لمساعدتكم.

أرجو منكم الإجابة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وسيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رحم الله -عز وجل- والدتك, وكل أموات المسلمين، وأدخلهم فسيح جناته.

وأتفهم قلقك وخوفك -يا ابنتي-، فسرطان الثدي أصبح يشخص بكثرة في هذه الأيام, وهذا ليس عائدا فقط إلى أن نسبة الإصابة بالسرطان قد ارتفعت, ولكنه عائد بشكل رئيسي إلى تحسن وسائل التشخيص، وتحسن الرعاية الطبية، وزيادة الوعي والتثقيف بأهمية الكشف المبكر على الثدي.

ومن الجيد بأنك منتبهة وفطنة لهذا الأمر، لكن هذا يجب إلا يثير الخوف والوساس في نفسك من كل عرض تشعرين به في الثدي, فمن الطبيعي جدا أن تحدث بعض الآلام في الثدي، قد تكون متوضعة أو معممة، في ثدي واحد أو في الثديين, خاصة في الأيام التي تسبق نزول الدورة الشهرية, لأن الثدي يتأثر بهرمونات الدورة كما يتأثر الرحم, فيحتقن وتنتفخ غدد الحليب بداخله, مما يؤدي إلى الشعور بالثقل، وبشيء من الألم، وطالما أن هذا الألم له علاقة بأيام الدورة, وطالما أنه يظهر ويختفي، وليس ثابتا ومستمرا، فإن هذا يعتبر علامة مطمئنة على أنه ليس ناجما عن ورم خبيث.

وأحب أن أطمئنك وأقول لك: إن الأورام التي قد تحدث في مثل عمرك، هي عادة أورام سليمة -بإذن الله تعالى-, وهي عبارة عن أكياس, أو ألياف, أو غدد, أما سرطان الثدي فإنه نادر الحدوث جدا جدا في مثل عمرك، حتى لو وجدت إصابة سابقة في العائلة.

وعلى الرغم من أن سرطان الثدي له علاقة بالوراثة، ورغم أن هنالك مورثات تم اكتشافها وتم التأكد بأنها تؤهب لمثل هذا السرطان، إلا أن هذا لا يحدث إلا في 5% فقط من حالات سرطان الثدي، أي أن 5% فقط من حالات سرطان الثدي يكون سببها الوراثة.

بمعنى أوضح أقول لك: من بين كل 100 حالة سرطان ثدي، هنالك فقط 5 حالات يكون للوراثة دورا في حدوثها، أما 95 حالة الباقية, فهي ليست بسبب الوراثة، بل تحدث بشكل عشوائي وبدون أن نعرف سبب حدوثها، وأقول لك هذه المعلومة حتى أقلل من خوفك وقلقك، فليس معنى أن والدتك -رحمها الله- قد توفيت بسرطان الثدي، بأن هذا المرض سيصيبك، فالاحتمال الأكبر هو أن لا تصابي بهذا المرض طوال عمرك -بإذن الله تعالى-.

ونصيحتي لك هي: بالتوجه إلى الطبيبة المختصة، لتقوم بفحصك والتأكد من عدم وجود التهاب أو كيسة أو خراجة أو ورم سليم في الثدي، أو تحت الحلمة, وذلك كنوع من الاحتياط فقط, وأيضا للتأكد من عدم وجود تأثير لهرمونات الدورة على الثدي.

وبالنسبة لاختلاف الحجم بين الثديين, فهذا أمر طبيعي لا يستدعي القلق, وهو موجود عند كثير من الفتيات, وطالما أنه فرق فلا يؤثر على المظهر، ولا يسبب مشكلة صحية, فلا داعي لعمل أي شيء, بل يجب القبول به, وسيقل هذا الفرق بعد الحمل والإنجاب -إن شاء الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات