السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 26 سنة، أحب الاجتماعات، لكن مشكلتي إذا جلست مع عدة أشخاص أرتبك، وإذا تحدثت ونظروا لي أرتبك، وإذا تكلمت أبلع ريقي،
ولا أستطيع أن أضع عيني بعين من يتحدث معي.
السلام عليكم
أنا بعمر 26 سنة، أحب الاجتماعات، لكن مشكلتي إذا جلست مع عدة أشخاص أرتبك، وإذا تحدثت ونظروا لي أرتبك، وإذا تكلمت أبلع ريقي،
ولا أستطيع أن أضع عيني بعين من يتحدث معي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: أولا نقول لك إن التغيير ممكن، وليس هناك مستحيل، ومن خلال ما علمناه من أعراض ذكرتها فربما يكون ما تعاني منه هو قلق اجتماعي، وربما يكون سببه التنشئة الاجتماعية التي تعرضت لها منذ الطفولة، وإليك بعض الإرشادات ربما تفيدك في حل المشكلة:
1- لا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم، لذلك لماذا الخوف ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك، فكل الناس لهم محاسن، ولهم عيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين.
حاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغير المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة؛ فتقوى الله عز وجل هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.
2- نقول لك -أخي الكريم- مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم، لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة وعدم الانسحاب، والتعذر بأسباب واهية.
3- حاول رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات، والمشاركة في المناسبات، ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية، فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها فإذا انكسر الحاجز النفسي، فسيكون الأمر طبيعيا -إن شاء الله- فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئا فشيئا.
في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها، وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك أغتنمها، ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكن أول من يبدأ دائما بالتعريف أو الحديث عن النفس.
وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.