السؤال
السلام عليكم
أعاني من مشاكل جلدية رهيبة، والبداية كانت منذ فترة الثانوية العامة، في هذه الفترة كانت مذاكرتي بالليل دائما، والنوم بالنهار، حيث كنت لا أرى الشمس إلا قليلا، فأصابتني حساسية بسبب الشمس، فبمجرد أن أقوم بمجهود بسيط أو أتعرض للشمس؛ أشعر بأن جسدي يأكلني بطريقة غريبة، ويحدث هذا معي في فترات تغير الفصول الأربعة ما بين الصيف والشتاء والعكس، وعندما ذهبت للدكتور أعطاني (alried) أو (آلريد) وما زالت مستمرة معي حتى الآن، فما هذا المرض؟ وكيف أعالجه؟
الأمر الثاني هو: أني منذ فترة قصيرة وجدت في وسط منطقة الصدر آثارا لتآكل في الجلد، علما بأني لم أحك جلدي، وعندما شرعت بالحك فيها؛ كي أزيل هذه الآثار وجدتها تنزف دما، وحدثت معي مؤخرا في منطقة الكتف أيضا، علما بأني أدخن، وعندما ذهبت للطبيب قال لي: إنها حساسية دهنية. فما الحل مع كل هذه الأمراض والمشاكل؟!
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور أن ما تعاني منه هو مرض الأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية، ومرض الأرتيكاريا أو الشرى بصفة عامة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن.
ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل: السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و ...)، أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.
النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.
وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم, أو التعرض للشمس، وهذا النوع من الأرتيكاريا هو النوع الذي أتصور أنك تعاني منه، وبالأخص النوع المتعلق بزيادة درجة حرارة الجسم، وبداية التعرق للأسباب المتعددة التي ذكرتها، وقد يصاب المريض بعدة أنواع من الأرتيكاريا في نفس الوقت.
في العادة الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت أو تظهر على فترات متباعدة؛ فلا تقلق –أخي الكريم- وتفاءل خيرا.
وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل أو مرض, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة، ولا داع لاستعمال الوصفة المذكورة.
وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصل مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم؛ وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة, وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.
أما بالنسبة لمشكلة الأكزيما الدهنية بالجلد: فهذا النوع من الأكزيما يكون مزمنا ومتكررا، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور، أو التهيج مرة أخرى.
ويجب التكيف مع المشكلة التي تعاني منها، واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال، وآمن في نفس الوقت؛ حتى تتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ويمكن استخدام كريم مثل الهيدروكورتيزون 1% لعدة أيام فقط؛ للسيطرة على الطفح الجلدي، ويكون ذلك حسب الحاجة، وبشكل متقطع، واستعمال المرطبات بشكل مستمر؛ حتى تقلل من الحاجة إلى استعمال تلك الكريمات الطبية.
وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.