السؤال
السلام عليكم
أشكركم على خدمتكم الجليلة، وأسأل الله أن يتقبل منكم.
عمري 31 سنة، متزوج وأب لبنتين، أشعر أن لدي ضعفا في الذاكرة وسرحانا، ولا أميل لمخالطة الناس، ومن الصعب جدا أن أكون علاقات جديدة، وإذا كونتها لا أحافظ عليها.
كما أن لدي مشكلة في الخروج من المنزل دون تردد، حيث أميل دائما إلى الخروج ليلا؟ خاصة للزيارات التي تتطلب مرورا بالناس في الشارع, حيث إن هذا أثر على علاقاتي الاجتماعية، وأيضا أكون أتحدث جيدا مع شخص أو أشخاص، وفجأة أجد نفسي انعزلت نفسيا، وانصرفت عنه، أو عند أي شيء أمامي، ولا أركز مع المتحدث.
كما أشعر أني قد أحمل الكلام ما لا يحتمل، أو أفهم كلمة أو حركة غير مقصودة محملا شخصيا، وقد أغضب سريعا، ولكن لدي قابلية كبيرة للكظم, كما أميل لتحليل الأشخاص، أو توقع سلوكهم, وأحيانا أشعر أني مكتئب, ولدي كلام يتردد في فمي من غير تحريك الشفتين، أو لسان؛ مجرد تفكير، ولكن أشعر أن الكلام في فمي.
أرجو تشخيص حالتي، ووصف العلاج المناسب.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك واضحة جدا، وقد وصفتها بصورة جميلة، أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، هنالك قلق، هنالك توترات، هنالك مخاوف ذات طابع اجتماعي، وهنالك أيضا تأويلات وسواسية واضحة جدا، مثلا قولك: (لدي كلام يتردد في فمي من غير تحريك الشفتين أو اللسان؛ مجرد تفكير): هذا نمط وسواسي من التفكير.
إذا أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، والعلاج – أخي الكريم – هو من خلال: التحقير، الاقتحام، التجاهل.
وبالنسبة لموضوع علاج الخوف الاجتماعي البسيط الذي لديك: بفضل من الله تعالى المجتمع السوداني مجتمع عامر جدا بالتواصل، والتواصل في الأفراح والأتراح، وزيارة الناس، والذهاب للمناسبات، وزيارة المرضى... هذه – أخي الكريم – أمور متأصلة في المجتمع.
فيا أخي الكريم: طبق ما هو موجود في محيطك، ولا تتراخى أبدا، وكن صاحب يد عليا، واحرص على صلاة الجماعة، وإن استطعت أن تمارس أي نوع من الرياضة هذا أيضا فيه خير كثير وكثير لك. احرص على تنظيم وقتك، هذا – يا أخي الكريم – هو العلاج، حالتك بسيطة جدا.
بعد ذلك عليك بتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي. هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) هو متواجد في السودان، قد يكون مكلفا بعض الشيء، لكنه عقار ودواء جيد جدا، وإن لم تستطع أو لم تتحصل عليه فعليك بعقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وهو موجود في السودان، وهنالك منتج هندي جيد جدا.
وقطعا إن ذهبت لأحد الإخوة الأطباء النفسيين – وهم كثر خاصة في الخرطوم – فسوف يصف لك العلاج المتوفر، واستمرارك على الدواء وبانتظام سوف يساعدك كثيرا على التطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.