الشعور بالضيق والوحدة في الغربة وكيفية التغلب عليه

0 772

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب دراسات عليا ببريطانيا، أدرس الماجستير ولله الحمد، ولكن مع مرور الوقت أصبحت أفتقد زوجتي وأبنائي، وأصبحت أشعر بالوحدة والضيقة أكثر من قبل، ودائما في ملل وهم وضيق، وأفكر بأهلي وأصدقائي، علما بأنه بقي لي على إكمال الدراسة سنة ونصف، ولكني أعيش دائم التفكير أن السنة هذه ستكون طويلة جدا، فكرت في إحضار أهلي (زوجتي وأبنائي)، ولكن زوجتي تدرس الآن في آخر سنة، وأخاف أن أؤخر دراستها، أيضا والدتي حفظها الله متعلقة جدا بأبنائي، وأخاف إن أتيت بهم إلى هنا أن أضايق والدتي، وأنا الآن أعيش في قلق نفسي ما بين دراستي وافتقاد أهلي، وأصبحت لا أركز كثيرا في دراستي.

أرجو النصيحة لإبعاد هذا الشبح عني، أفيدوني حفظكم الله، كيف أتغلب على الشعور بالضيق والملل والوحدة؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قد يتعرض كل منا أثناء حياته اليومية إلى التغيير في مزاجه وانفعالاته، ومنها الشعور بالحزن والقلق وخيبة الأمل، والإحباط، ولكن ذلك لا يدوم عادة أكثر من وقت قصير فقد تتغير الظروف ويتحسن المزاج.

ويجب أن تعلم أن الحزن شيء فطري في الإنسان عندما تقابله متاعب هذه الحياة، ولا أحد يستثنى من ذلك، والقلق والحزن هما أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية، وهو ينتاب كل البشر، يقول عكرمة رحمه الله تعالى: (ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا)، وأنت ما دمت خرجت من بيتك تاركا أهلك وأولادك من أجل طلب العلم فأنت في سبيل الله، فلا تضيع على نفسك أجر طالب العلم الذي يصلي عليه حتى الحيتان في البحر، وقد قلت أنه لم يبق لك من الدراسة إلا سنة واحدة، فحاول أن تصبر فيها نفسك، وتستعين بالله تعالى، وأما أهلك وأولادك فلهم رب يرعاهم، فلا تخش عليهم، ولا تقلق، وأنت تريد بعلمك هذا أن تصل إلى العلا، ولا يمكن أن ينال الإنسان النجاح بالتمني، وإنما لابد من الجد والمثابرة، حتى يصعد سلم المجد وينال النجاح والرفعة في الدنيا الآخرة.

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وأنا أنصحك أخي باتباع هذه الخطوات:

1- قو علاقتك بالله تعالى تعش في طمأنينة وسعادة وراحة بال.

2- أكثر من الدعاء واللجوء والتضرع إلى الله تعالى بأن يحفظك في غربتك ويوفقك في دراستك.

3- أكثر من قراءة القرآن الكريم، فإنه شفاء من كل سقم، ويفتح لك أبواب السعادة.

4- أكثر من الاستغفار، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).

5- عليك بالرفقة الصالحة التي تذكرك بالله تعالى، واعلم أنما يأكل الذئب من الشاة القاصية.

6- اعلم أنك ما دمت مع الله فلست في غربة، فقد قيل لسيدنا يوسف عليه السلام عندما أخرج من الجب، حافظوا على هذا الصبي فإنه في غربة، فرد سيدنا يوسف عليه السلام بقوله: من كان الله معه فليس في غربة.

7- أشغل نفسك بالمطالعة الهادفة أثناء الفراغ، لعلك تستفيد منها حكمة أو موعظة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات