نجحت في الثانوية بعد عدة إخفاقات، وأنا محتار بين العمل ومواصلة الدراسة!

0 265

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني في استشارات إسلام ويب، أتمنى الرد على سؤالي، فأنا شاب، عمري 30 سنة، كنت في صغري من النجباء، وعلاماتي ممتازة، وكان من الأهل والجيران والأقارب من يعجب بي، ومنهم من لا يعجب بي، وبعد وصولي للثانوية تغير الحال نهائيا، مع أني بعيد عن كل مشاكل البنات والتدخين والسهرات، لكن المستوى تدنى، ولم أستطع الحصول على البكالوريا، وأعدتها مرة ثانية وثالثة ولا شيء.

عندما أحمل كراسي لا أستطيع المذاكرة، ولا أقدر على الحفظ نهائيا، وإذا حفظت، فبعد غد أنسى كل شيء، وأنا الذي كنت أعشق الدراسة حتى النخاع، ويضرب بي المثل في الاجتهاد والنجاح، وأصبحت الآن يضرب بي المثل في الفشل والرسوب في البكالوريا.

بعد توقفي عن الدراسة في سنة 2004م بحثت عن العمل، مع أن جسمي لا يسمح لي بالعمل، بحثت ولكن دون جدوى، وبقيت أعيد البكالوريا وأبحث عن عمل، ولكن لا حياة لمن تنادي! حتى سنة 2011م حصلت على عمل بعقد، ولكن المرتب ضئيل جدا، كان 8000 دينارا شهريا، وهذه لا تكفي حتى لشراء كسوة كاملة، عملت لمدة ثلاث سنوات وانتهى العقد، ولم أوفر ولا فلسا؛ لأن المرتب لا يكفي لشيء.

في هذا السنة تحصلت على البكالوريا، وعمري 29 سنة، وقررت أن أتوقف عن العمل وأحقق حلمي في الدراسة، وكل العائلة لامتني؛ لأني توقفت عن العمل وعدت للدراسة، ولكن صاحب العمل خيرني بين العمل أو الدراسة، فاخترت الدراسة، وعمري الآن 30 سنة، أعرف أن الوقت تأخر على الدراسة، وقد دق ناقوس الزواج.

أنا محتار! كيف أعمل؟ كيف أعود لأحب الدراسة كما كنت صغيرا، هل أصبت بعين؟! والله إني حيران ولا أعرف ما الحل؟ بعد 12 سنة رسوبا في دراستي، ما سبب فشلي وكرهي للدراسة بهذا الشكل الرهيب؟ وهل أكمل دراستي وأؤخر الزواج، أم أعمل وأتزوج وأترك الدراسة؟ ماذا أختار؟

أرجوكم أن تفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ riad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرجبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشرف بخدمة أبنائنا، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال، وأن يطيل في طاعته الآجال.

لقد أعجبنا حرصك على نيل الشهادة الدراسية، ونؤكد لك أن العلم لا يرتبط بالعمر، وما ينبغي التوقف بعد نيل الوظيفة، ولا بعد الزواج، وقد قال الإمام أحمد لما سئل إلى متى تحمل المحبرة؟ قال: "مع المحبرة إلى المقبرة"، ونهنئك على نيل الدرجة التي تريد، وأملنا أن ينعكس ذلك على عملك وعلى الأجر الذي تتقاضاه؛ لتسعى في مشروع الزواج الذي نتمنى ألا يتأخر؛ لأننا في زمان تشتد فيه الفتن.

من المهم أن يدرك الجميع أن الزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأبناء، وربنا –سبحانه- هو القائل: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}، وكان أحد السلف يقول: "التمسوا الغنى في النكاح"، فهو يتأول قول ربنا الرزاق الفتاح.

أنت بحاجة إلى رقية شرعية، فاقرأها على نفسك، واستعن بالله، وتوكل عليه، ولا مانع من الذهاب إلى راق شرعي ظاهره الالتزام، مع ضرورة أن يؤدي الرقية بطريقة صحيحة، وبكلام مفهوم من القرآن والسنة والأذكار.

من هنا فنحن نميل إلى:
1- العمل.
2- الزواج.
3- الدراسة.

واعلم أن الزواج لا يعيق التقدم العلمي وتطوير القدرات، بل في الزواج عون على الخير والنجاحات.

وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وقد سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويحقق لك الاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات