أخاف العنوسة والوحدة، فهل أقبل بأي شخص يتقدم أم أنتظر؟

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 33 سنة، ملتزمة ومحترمة -بفضل الله-، عزباء، تفرغت لدراستي إلى أن وصلت إلى هذا العمر، حصلت -والحمد لله- على وظيفة جيدة، وبدأت أحس بوحدة وحزن كبيرين، أشعر بحاجتي الملحة لطفل أضمه في حضني، ودائما كنت أحاول أن أشغل وقتي حتى لا أستسلم للتفكير.

في الفترة السابقة من العمر لم يكن موضوع الزواج يشغل بالي كثيرا، فقط أنتظر ما قسمه الله لي، ولكن في الفترة الأخيرة أنا بحاجة لمن يؤنس وحدتي، وأدعو الله دائما أن يرزقني زوجا صالحا وذرية صالحة.

رشحتني صديقتي للزواج من رجل يبلغ من العمر 49عاما، ولم يسبق له الزواج، لا يعيبه شيء ظاهريا، وجميع الظروف من: أهل، ووظيفة، وغيرها مناسبة لي، بناء على أقوال عائلته، واستخرت الله عدة مرات، وقررت أن أتوكل على الله وأتزوجه.

قام والدي وأقاربي بالسؤال عن هذا الخاطب، فأخبروهم أنه عاش حياته مغتربا للدراسة في بلد أجنبي، وعاد مؤخرا للبلدة التي أعيش فيها، والتي هي مسقط رأسه، ولا يعلمون الشيء الكثير عنه، وأن عائلته محترمة وملتزمة.

قرر القدوم لخطبتي رسميا، وعلمت بعد ذلك من أحد أقاربي أن هذا الخاطب شاذ، صدمت صدمة كبيرة، ورفضت أن يتقدم لخطبتي رسميا، ورغم رفضي تقدم فرفضته، لكنه أصر على الخطبة ومعرفة سبب رفضي المفاجئ، مع العلم أنني لم أخبر حتى والدي عن سبب الرفض، أنا في حيرة كبيرة بين أهلي وبين نفسي؛ لتأخري في الزواج، وخوفي من العنوسة، أرجوكم انصحوني، وادعوا لي، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ TIMAT حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وليتك تواصلت معنا قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير والاستقرار.

لا ننصح بالبناء على معلومات جاءت من مصدر مجهول، ولا نؤيد المسارعة بالرفض، فكلمة الشذوذ كبيرة وفضفاضة، والناس يسارعون بالاتهام بها بناء على المظهر، أو طريقة الكلام، أو نحوها، وهذه علامات قد تحدث عند من ولد مع بنات، وترعرع بينهن، أو عمل لسنوات مع البنات، وقد يسارعون إلى اتهام من ظهرت عليه علامات النعم والراحة، وقد يصعب على من يتهم الإثبات.

وإذا كان أهل الرجل على الخير، فغالبا ما تكون سنواته الأولى كذلك، وهي الأساس في البناء الأخلاقي لأي شخص، كما أن إلحاحه على الزواج غالبا ما يدل على دوافع فطرية تضعف وتتلاشى عند الشواذ.

وقد أسعدنا كتمانك للأمر، واطلبي فرصة، واستمعي إليه وحاوريه، واسألي عن سيرته ومسيرته، وسددي وقاربي، وعلى محارمك أن ينظروا في مواظبته على الصلاة، وفي تعاملاته مع الناس، وعليك بصلاة الاستخارة، فإن فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وسعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونستفيد من التوضيحات والإضافات، ولا نؤيد إيقاف العلاقة طالما كان مصرا، ولم تجدوا فيه أو في أهله ما يعاب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات