السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب أبلغ من العمر 31 عاما منذ صغري وأنا مظلوم في كل شيء، وأعاني المتاعب في دراستي وفي معاملة الناس، وفي مالي، وفي عملي، على الرغم أني أعامل الناس معاملة حسنة، وأشعر بنفور كل من حولي لي بدون سبب، حتى عندما لا يكون بيني وبينهم تعامل، بم يفسر ذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن مخدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يحببك إلى عباده ويحبب إليك الصالحين منهم، وأن يصلح الأحوال ويحقق الآمال، ويطيل في طاعته الآجال.
أرجو أن تصلح ما بينك وبين الله واجعل همك إرضاء الله، فإن العاقل يوقن أن رضى الناس غاية لا تدرك، فيسعى في إرضاء الله، وأن سخط الناس فتكون العاقبة له، وإذا رضي العظيم عن عبده أمر جبريل أن ينادي في السماء أن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض، قال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا }، وكم تمنينا لو أنك عرضت لنا نماذج من المواقف التي تمر بك والمظالم التي تتعرض لها حتى نقيم الأمر من منطلقاته الصحيحة، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، كما نرجو أن تعرض لنا صفاتك وتصرفاتك أمام تلك المواقف، فلكل فعل رد فعل.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، فإن الله وعد أهلها بالقبول وبتيسير الأمور، وبالخروج من الورطات بالإضافة إلى الرزق، فكن مع الله ولا تبالي، وردد:
فليت الذي بيني وبينك عامر*** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
وعليك بالاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإن في ذلك إذهاب للهموم وراحة للمهموم، وأكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها ذكر واستعانة، واستعن بالصبر والصلاة وتوكل على من بيده الهداية والأنس والنجاة.
ولا تنس أسباب الوصول إلى القلوب مثل الابتسامة والكلام العذب، وبذل الهدايا، ومعاملة الناس بالحسنى، والعفو عن أخطائهم، والكف عن إيذائهم.
سعدنا بتواصلك وننتظر منك التوضيح، ونشرف بمساعدتك، ونعلن لك أننا نحبك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويحفظك ويتولاك.