أسمع كلامًا يؤلمني.. فهل أعاتب الناس على ما يقولونه لي أم أكظم غيظي؟

0 229

السؤال

السلام عليكم.

إخواني وأخواتي في الله أود أن أستشيركم في شيء ما، وهو أنني في كل يوم أسمع كلاما يؤلمني من أمامي وخلفي، وهذا الشيء يزعجني، وكلما أردت أن أعاتبهم أو أمنعهم من الحديث عني سواء كان خلفي أو أمامي لا أستطيع، والكلام الذي يقولونه عني كلام سيء، فأنا أحب أن أختلي بنفسي، وعند خلوتي أذكر الله، وأقرأ القرآن، وأثناء خلوتي لا أود مقابلة أي شخص؛ حتى أكون بكامل تأملي في آيات الله، وعندما أخبرهم أنني لا أود أن أقابل أي شخص يقولون أختلي مع نفسي في أمور فاحشة، والله أعلم بخلوتي وحاشا أن أعصي ربي وهو يراني.

فيا إخوتي أسئلكم بالله ماذا أفعل؟ فأنا حقا لا أتحمل قولهم، هل أعاتبهم بقولهم أم أكظم غيظي، وأفوض أمري لله، أنتظر ردكم، أختكم في الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الراجية لقاء الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الذاكرة لربها المحبة لمرضاته- في موقعك، وحق لمن أنس بالله أن يزهد في الناس، فتعوذي برب الناس من شر الناس، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

ونتمنى أن توضحي لهم حقيقة الأمر، بل اطلبي منهم إذا حضروك أن يشاركوك في الذكر والتلاوة، والإقبال، والإنابة، والمسلمة مطالبة أن تزيل عن نفسها التهم؛ حتى لا يملك الأهل بسبب هذا الوضع الذي لم يألفوه، ولم يتذوقوا حلاوته، وأرجو أن نعذر من لم يذق حلاوة الذكر والتلاوة، ونشفق على من قسا قلبه فلم يخل بالله ساعة، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الأسير من أسر قلبه عن الله، والمحبوس من حبس لسانه عن الله.

وأرجو أن تهوني على نفسك، واعلمي أن سوء ظنهم ينفعك ويضرهم، فالخوف عليهم لا عليك، ونحن من باب الشفقة عليهم ندعوك إلى التوضيح، وحتى لا تضعي نفسك في مواضع التهم، وقد أسعدني حرصك على الخير، وأفرحنا فرارك من المعاصي، ولا نؤيد معاتبتهم واستعداءهم، ولكن وضحي لهم؛ ليحيى من حيي على بينه، ويهلك بسبب سوء الظن بك من أبى إلا الهلاك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر على ما يأتيك، فإن العاقبة للصابرين.

وسوف نسعد بدوام تواصلك مع موقعك، ونؤكد لك أن المؤمنة التي تخالط وتصبر على الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر، فكوني من الناس، واستعيني بشيء من العزلة الهادفة لترقية النفس وتزكيتها.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات