السؤال
السلام عليكم.
عمري 21 سنة، قبل سنتين حدثت مشاكل عائلية كثيرة جدا وصدمت بسببها، وكنت ألجأ إلى التفكير بأشياء خيالية أو مضحكة؛ لكي أتناسى الهموم.
مرت الأيام والتفكير يزداد، لدرجة أني أفقد السيطرة على الفكرة ولا أستطيع أن أوقفها، فتأتيني أفكار سخيفة، إن كانت حزينة؛ فإني أحزن ويضيع يومي في الحزن بسببها، وإن كانت (منرفزة) مغضبة؛ فإني أغضب كثيرا، وإن كانت مضحكة؛ ضحكت وجلست أكلم نفسي، وأشعر أن الأفكار تحصل بالفعل، مع علمي بأنه لا شيء سيحدث منها.
أصابني الصداع، وأحس بالضغط على رأسي، وعلمت من النت أن سبب الصداع هو التفكير، ولا أعلم هل هو سبب الصداع فعلا؟ ولقد أجريت تحاليل وأشعة، وذهبت لطبيب الأنف والحنجرة، وكانت النتائج سليمة.
أريد أن أرجع لحياتي الطبيعية بدون أفكار، فالصداع والتفكير قد أثرا على تركيزي ودراستي، وسببا لي النسيان الفظيع، وأريد دواء يذهب التفكير المستمر.
إن حاولت ترك التفكير يراودني شعور غريب كأنه سيحدث شيء، ويأتيني أحيانا قلق أن في هذا اليوم ستحدث مشكلة، أو إذا كنت مرتاحة تراودني أفكار أن شيئا ما سيحدث، وقد قرأت عن دواء اسمه دوجماتيل، ففكرت بأن أشتريه لكونه رخيص الثمن، فبماذا تنصحوني؟ كما أني لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي لأسباب خاصة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليديا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الأفكار التي تنتابك الذي يظهر لي أنها ناتجة من القلق ومن التوترات وعدم الاستقرار النفسي، حيث ذكرت أنك قد تعرضت لبعض المشاكل العائلية، والتفكير حين يكون محتواه سلبيا؛ قطعا يؤدي إلى شعور بالإحباط لدى الإنسان، وأعتقد أن تفكيرك أيضا قد أخذ ما نسميه بالطابع الوسواسي الافتراضي، وأصبح التشاؤم يهيمن على محتوى أفكارك، وهذا أدى إلى ضعف التركيز، والنسيان كما ذكرت وتفضلت.
أما بالنسبة للصداع: فهناك جانب من القلق غالبا؛ لأن القلق يؤدي إلى توترات عضلية، ويعرف أن عضلة فروة الرأس –وهي عضلة كبيرة جدا– يحدث فيها انقباضات شديدة بالنسبة لبعض الناس الذين يكون القلق مسيطرا عليهم.
أنت قمت بإجراء الفحوصات المطلوبة، وهذا أمر جيد، ولا أعرف إن كان هنالك حاجة لإجراء صورة مقطعية للدماغ أم لا؟ كما أنك ذكرت بأنك قمت بعمل تحاليل وأشعة، فهل شملت الصورة المقطعية؟ أنا لا أقول: إن إجراء الصورة المقطعية أمر حتمي، لكنه قطعا أمر تأكيدي، فإن راجعت الطبيب –إن كان ذلك ممكنا–، فهذا سوف يكون هو الوضع الأمثل من الناحية الطبية.
وأعتقد أن المطلوب منك الآن هو أن تمارسي تمارين الاسترخاء؛ لأن هذه التمارين مفيدة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أوضحنا فيها الكيفية التي يمكن للشخص أن يطبق هذه التمارين لوحده ودون استشارة مختص، لكن المداومة عليها والاستمرار عليها هو الذي يؤدي الفائدة العلاجية المرجوة، أما تطبيقها بعدم اكتراث، أو بصورة متقطعة؛ فهذا لا يفيد أبدا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الدوجماتيل عقار جيد، لكنه بكل أسف في بعض الأحيان يرفع من هرمون الحليب والذي يعرف باسم (برولاكتين Prolactin)، وهذا ربما يؤدي إلى نوع من الاضطراب في الدورة الشهرية، أو الشعور بالتحقن في الثديين، وعموما أنا دائما أقول للبنات في عمرك: إذا كان لا بد من استعمال هذا الدواء يجب أن تكون الجرعة صغيرة، فهذا قد لا يؤثر، مثلا: تناوله بجرعة خمسين مليجراما يوميا لمدة شهر، هذا سوف يكون كافيا جدا.
أما البديل الآخر للدوجماتيل والذي قد يكون أكثر سلامة هو عقار يعرف تجاريا باسم (أنفرانيل Anafranil)، ويسمى علميا باسم (كلومبرامين Clomipramine)، هذا أيضا يمكن أن يتم تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهرين مثلا، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.
هنالك أدوية جيدة جدا منها عقار يعرف تجاريا باسم (بسبار Buspar)، ويعرف علميا باسم (بسبرون Busiprone)، هذا الدواء مضاد للقلق، وسليم، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، فقط يعاب عليه أنه بطيء الفعالية، يعني: يحتاج لأن تصبري عليه لفترة طويلة نسبيا.
فإن كان خيارك البسبار؛ فيمكن أن تبدئي بخمسة مليجراما صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم اجعليها عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.