السؤال
السلام عليكم.
أنا أختكم في الله، أبلغ من العمر 20 سنة، وغير متزوجة، أريد أن أعرف من رجل ثقة ومختص حكم تناول الحبوب المانعة للحمل لأغراض طبية.
أعاني من غزارة دم الحيض، وألم شديد أثناء نزوله في دورتي، وقد يسبقها الألم ويعقبها، كما أعاني من أعراض متلازمة ما قبل الدورة التي تسبب لي كل صباح الهيجان والغثيان وآلاما في البطن، كما أجد صعوبة في تناول الطعام أثناء فترة الدورة وما بعدها، ونتيجة لذلك أنا نحيفة الجسم وضعيفة، ونسبة الحديد في جسمي منخفضة، فربما كان ذلك بسبب غزارة الدم الذي يخرج مني أثناء الدورة.
علما أني أتناول كثيرا من المسكنات، ولكنني لا أجد لها تأثيرا يذكر، وسألت الأطباء، ونصحوني باستعمال الحبوب المانعة للحمل، وقبل أن أبدأ في استعمالها أردت أن أطرح عليكم سؤالي لأعرف هل لها تأثيرات جانبية، ولأعرف رأيكم حول حالتي.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حبوب منع الحمل, وإن كانت قد سميت بمثل هذا الاسم, إلا أنها تستخدم في كثير من الأمراض النسائية التي لا يكون الهدف منها منع الحمل، أي أنها تستخدم كعلاج لأمراض كثيرة, وليست كمانع للحمل فقط, ومن ضمن الحالات التي يمكن علاجها بمانعات الحمل, هي حالتك أنت بالذات؛ لذلك أقول لك -يا ابنتي-: نعم, من الممكن أن تفيدك هذه الحبوب في تخفيف الأعراض التي تشتكين منها, سواء الألم أو غزارة الطمث أو الوهن وفقر الدم أم غير ذلك، وستشعرين بتحسن عند استخدامها -بإذن الله تعالى-.
لكني ألفت الانتباه هنا إلى أهمية أن يتم عمل تقييم جيد لحالتك, وذلك للتأكد من عدم وجود سبب يؤدي إلى مثل هذه الأعراض؛ ولذك فإنني أرى ضرورة أن يتم عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, مع عمل تحاليل هرمونية شاملة, ومن الأفضل أيضا لو يتم عمل تنظير لجوف الحوض, حتى لو كنت غير متزوجة, فهذا لا يؤثر على العذرية اطلاقا, ولكنه ضروري للتأكد من عدم وجود أمراض نسائية خفية لا تظهر لا بالتصوير ولا بالتحليل, مثل: مرض البطانة الرحمية الهاجرة.
بعد عمل كل ما سبق, إن تبين وجود سبب أو مرض, فيجب علاجه, فبعلاجه ستتحسن الأعراض عندك -بإذن الله تعالى-, أما إن كان كل شيء طبيعيا، ولم يتم إيجاد أي سبب لهذه الأعراض, فعندها سيفيدك كثيرا تناول حبوب منع الحمل من النوع ثنائي الهرمون، مثل: (ياسمين) أو (جينيرا), ويجب عليك أن تتناوليها لمدة لا تقل عن 6 - 9 أشهر متواصلة, ثم بعد ذلك يتم إعادة تقييم الحالة من جديد.
أسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.
ـــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم، تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
ـــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك –أختنا الكريمة وابنتنا العزيزة– في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله –تعالى- لك عاجل العافية.
قد أفادتك الأخت الفاضلة الدكتورة/ رغدة بما ينفعك -بإذن الله تعالى- من الناحية الطبية، وبقي أن نلفت انتباهك إلى الحكم الشرعي، فالتداوي –أيتها البنت الكريمة– أمر مشروع، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
فلا حرج عليك في أن تأخذي الدواء الذي وصفه لك الأطباء، وكونه مانعا للحمل ما دام يمنع الحمل مؤقتا –كما فهمنا من خلال كلامك وكلام الطبيبة أيضا– فإنه غير محرم أيضا، ولا حاجة إلى أن نبحث معك فيما لو كان يمنع الحمل دائما؛ لأن الأمر بالنسبة لك ليس كذلك.
نسأل الله –تعالى- أن يعجل لك بالعافية والشفاء.