السؤال
بعد أن أتبول -أكرمكم الله- وأستبرئ من البول بالماء والتنشيف وأنتهي من ذلك، وأبدأ بالوضوء، تنزل قطرة أو قطرات قليلة من البول عند الاستنشاق بقوة أثناء الوضوء، فما سبب ذلك؟ وكيف يمكن معالجة هذه المسألة؟ لأنها مزعجة وتجعلني في حرج من نفسي، لأنني صرت أشك من طهارتي بعد كل تبول ووضوء بسببها؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تقي الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عادة ما تكون هذه الشكوى بسبب احتقان البروستاتا الذي ينتج عن كثرة الاحتقان الجنسي، أو كثرة تأجيل التبول، أو التهاب البروستاتا، أو الإمساك المزمن، أو التعرض للبرد.
عليه فلا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وتفادي التعرض للبرد الشديد، وكثرة تناول الخضروات الطازجة لتفادي الإمساك.
يمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل ثمان ساعات, أو البورستانورم، أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل: الـ Saw Palmetto ، والـ Pygeum Africanum ، والـ Pumpkin Seed، فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماما.
أما بالنسبة للطهارة فلا بد من الوضوء مع كل صلاة بعد دخول وقتها دون الحاجة لتغيير الملابس، وذلك مؤقتا حتى تزول الشكوى.
++++++++++
انتهت إجابة د. أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية، وتليها إجابة د. إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
++++++++++
مرحبا بك – أيها الأخ الكريم – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك العافية.
من الناحية الشرعية: هذه القطرات من البول نجسة يجب تطهيرها من الثوب والبدن، وهي ناقضة للوضوء أيضا، والذي فهمناه من كلامك أنها لا تحصل إلا بوجود سبب – كما ذكرت – عند الاستنشاق بقوة ونحو ذلك، فإذا كان الأمر كذلك فإنه يتعين عليك قبل الوضوء أن تترك ما يؤدي إلى خروجها، وإذا كانت تستمر بعد التبول زمنا ثم تنقطع بعده، فإن كان هذا الانقطاع يحصل قبل خروج وقت الصلاة فإنه يتعين عليك أن تنتظر الزمن الذي تنقطع فيه تلك القطرات ثم تتوضأ بعد الاستنجاء وتصلي في الوقت بعد الطهارة الكاملة.
أما إذا كانت هذه القطرات لا تنقطع حتى يخرج الوقت أو تنقطع وقتا لا يكفيك للطهارة والصلاة، فأنت في هذه الحالة من أصحاب الأعذار الدائمة، فعليك أن تتوضأ بعد دخول وقت الصلاة، أي بعد أن يؤذن لها المؤذنون، تستنجي وتتوضأ وتصلي بذلك الوضوء ما شئت من الصلوات، فإذا جاء وقت الصلاة الثانية فإنك تتوضأ ثانية، وهكذا.
قطرات البول في هذه الحالة التي قد تصيب الثوب أو البدن يجب عليك أن تطهرها عند أكثر العلماء، ومن العلماء من يرخص فيها، كما هو مذهب المالكية، ولا حرج عليك في أن تأخذ بالأيسر إذا كان في الأخذ بالقول الآخر مشقة عليك.
نسأل الله تعالى أن يعجل لك بالعافية وأن يتولى عونك.