السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 26 سنة، أعزب.
أعاني من مشكلة كبيرة أثرت علي كثيرا، على علاقاتي بالآخرين والأصدقاء والتواصل معهم، وبالعمل وكل شيء، وهي: رائحة الفم الكريهة، أعاني منها منذ أكثر من 10 سنوات، أي منذ طفولتي، وكنت غير مهتم بعلاجها، وأحيانا لا أعلم أنها توجد لدي رائحة بالفم إلا من بعد ملاحظات أقرباء لدي.
قرأت بالإنترنت أن أسباب رائحة الفم الكريهة لا تنحصر من الأسنان فقط، وإنما قد تتفرع ويكون السبب من الجيوب الأنفية أو الأذن أو الحلق أو المعدة.
منذ 6 شهور عملت فحوصات للجيوب الأنفية والأذن والحلق، وظهرت سليمة، وأيضا عملت فحوصات للمعدة وتصويرا وفحوصات دم، وظهرت سليمة، ولله الحمد.
عملت فحصا للأسنان واللثة، وتبين أن ضرس العقل لابد من إزالته لأنه غير جيد، وأيضا اللثة تعبانة جدا لدي.
أزلت ضرس العقل وأعطاني الطبيب مضمضة لعلاج التهاب اللثة، وقال: بعد فترة ستزول رائحة الفم، وربما اللثة هي السبب، ومنذ 3 شهور إلى هذه اللحظة لم تختف رائحة الفم! وما زال التهاب اللثة معي، والطبيب قال: الالتهاب شديد واللثة ملتهبة جدا، وليس ببداية التهابها.
أجريت المضمضة لكن لم أستفد منها، بل بالعكس ازدادت عندي الرائحة أكثر سوءا، أنا في عذاب كبير جدا، لا أستطيع أن أتحدث مع الناس بشكل طبيعي، ولا أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي، ورائحة الفم قوية لدي.
قرأت أن حبوب: Flazol أو flagyl500، جيدة لعلاج التهاب اللثة، ورائحة الفم الكريهة، فما رأيكم؟ وما هو الحل لعلاج رائحة الفم الكريهة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا بد في البداية من تشخيص السبب الأساسي في هذه الرائحة, فرائحة الفم الكريهة في نحو 85% من الحالات سببها الفم نفسه, وهناك أسباب هضمية من المعدة، وكذلك التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.
طالما تم نفي الأسباب الأنفية وكذلك الجيوب الأنفية لهذه الرائحة؛ فعندها يجب التركيز على الأسباب المتبقية الوحيدة وهي الأسباب الفموية, والتي قد تكون بسبب الالتهابات المزمنة في اللوزتين والبلعوم، وتعالج اللوزتان بالاستئصال، والبلعوم بالعلاجات الموضعية التي سأذكرها لاحقا, أو بسبب عدم التنظيف الصحيح للأسنان واللثة واللسان.
من الأسباب الهامة لرائحة الفم وجود جفاف الفم، والذي قد يكون لأسباب نفسية متعلقة بالتوتر النفسي، وقد تكون لأسباب التهابية تنكسية في الغدد اللعابية, وكذلك فإن التنفس الفموي يسبب انسداد الأنف المزمن، وجفاف الفم, وكذلك استعمال أدوية معينة مثل: مضادات التحسس، وبعض خافضات الضغط، وأدوية السكري والاكتئاب, وأيضا من أهم الأسباب في جفاف الفم هو التدخين، والإكثار من القهوة, فلا بد من إزالة العامل المسبب، وعلاج الحالة بحسب هذا المسبب.
تقول لديك مشاكل في اللثة، وهذه من الأسباب المهمة في رائحة الفم، ولا بد من علاجها لدى طبيب الأسنان المختص بعلاج وجراحة اللثة.
بالنسبة لتنظيف الأسنان لا بد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننسى الأسنان الخلفية، وكذلك السطوح الداخلية للأسنان، والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك، إذ لابد من التنظيف في كامل السطوح السنية، بدأ من حافة اللثة واتجاها نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط, وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة الوسط.
لا بد من تنظيف اللسان، وهو مهم جدا هنا، بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات، وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف، حفاظا على الحليمات الذوقية، وهو يتم بدأ من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم, ويمكن تطبيق الملح البحري بالأصبع على اللسان بعدها بدون بلعه، ولمدة ثلاث دقائق، ثم المضمضة بالماء، وبعدها إعادة الفرشاة للسان بالطريقة المذكورة حتى تظهر الطبقة الوردية له.
كما يمكن استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% ( نصف ليتر) يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا (بيكنج صودا)، وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي، ويحرك جيدا ثم تتم المضمضة والغرغرة به.
هناك غسول آخر، يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9%، مع ملعقة صودا صغيرة، مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني، بتركيز 20%، حيث أن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان، وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح حيث يتم التخلص منها, ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالأصبع على اللسان.
هناك الغسول أيضا بخل التفاح وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال، فهي تعمل من ناحيتين: فاحتواؤها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى: فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.
كما أن الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول، والتي تعمل كقاتل للبكتيريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم، وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل، أو النعناع.
شرب شاي المرمرية، أو الميريمة أيضا يفي بالغرض في حالة رائحة الفم الكريهة، مع مراعاة عدم الإكثار منه؛ لأنه قد يسب جفاف الفم لوجود مادة العفص، وهو ما يؤدي للرائحة بدوره.
للبقدونس فوائد أيضا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل، التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم؛ مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا أو غمسته في القليل من الخل، يمكنك أيضا شرب عصير البقدونس من حين لآخر لضمان رائحة أفضل لفمك.
كما أن لتناول الأجبان والألبان وخصوصا صباحا دور في تقليل رائحة الفم؛ باستعادة التوازن بين الزمر الجرثومية في المجرى الهضمي.
بالنسبة للعلاج بالمضادات الحيوية: هو مفيد ضمن مسار علاج اللثة والأسنان الذي قد يتطلب الجراحة والتنضير الجراحي لأماكن الالتهاب في اللثة.
أما أفضل المضادات الحيوية المفيدة في هذا الموضع: فهي السبيرامايسين، والميترونيدازول، وبالطبع تحت الإشراف الطبي وليس أن تأخذها لوحدك.
مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.