أتلعثم وأرتبك كثيرا عند التحدث مع الناس، ونظرهم في عينيّ

0 266

السؤال

السلام عليكم

عمري 18 عاما، ومشكلتي أني أتلعثم في الكلام ولا أستطيع إعطاء جملة كاملة إلا وأتلعثم فيها، أو أعيد فيها بعض الكلمات عدة مرات، والأمر محرج جدا.

شخصيتي كانت هادئة جدا، ولم أكن أحب الكلام، وانطوائية، ومع دخولي الجامعة أصبحت أختلط بالناس، وقدرتي في التعرف على الناس كبيرة جدا –والحمد لله-، لكن هذه المشكلة تنغص علي، وأحرج كثيرا من ذلك، فأصير أتكلم كالأطفال في الأحاديث الطويلة، وقد أنسى بعض الكلمات، وإذا سألني أحد سؤالا مفاجئا آخذ بعض الوقت لأفكر ثم أجيب، وعندما أحدث أحدهم أرتبك عند النظر لعينيه ولا أستطيع إلا أن أضحك، فنظر الناس لي في عيني يربكني جدا، فكيف أحل هذه المشكلة؟ وهل أستطيع حلها دون اللجوء لمختص؟

بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زرقاء اليمامة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك التواصل معنا، وعلى السؤال.

لصعوبات النطق أو لفظ الأحرف بالشكل الطبيعي، أو الارتباك عند الكلام؛ العديد من الأسباب الجسدية والنفسية، وأنا أفترض كما هو في الغالب عدم وجود مشكلة عضوية تفسر صعوبة الكلام هذه، وأعتقد أنها تجمع بين تعثر الكلام وبين الخجل الاجتماعي، فكما يبدو من سؤالك أن هذه الصعوبة أكثر ما تظهر عند الحديث مع الآخرين، وعندما ينظرون في عينيك.

وللتعود على الكلام بالشكل السليم علينا التدريب والاعتياد من خلال التكرار والمواجهة، وليس من خلال الحرج أو التجنب، فالتجنب وقلة الكلام تزيد في المشكلة ولا تعطينا فرصة للممارسة والتطبيق، وقد يفيد التدريب على الكلام الطويل بصوت مرتفع وأنت بمفردك في غرفتك، وبحيث لا يسمعك أحد.

ومما يعين كذلك حفظ ما تستطيعين من القرآن، وتعلم أحكام التلاوة، فالتلاوة الصحيحة لكتاب الله تعني إخراج الأحرف من مخارجها الطبيعية والصحيحة، ويمكن أن تعينك هنا إحدى السيدات الفاضلات في مراكز تحفيظ القرآن للفتيات والسيدات.

وكذلك حفظ الشعر، والأمثال القديمة، فمثل هذه الأبيات والجمل والعبارات ستحسن النطق أولا، وثانيا: ستعينك على إخفاء صعوبات نطق بعض الحروف من خلال التلفظ بهذه الأبيات والأمثال اللغوية؛ لأن هذا سيعطيك جملا مفيدة تتكلمين بها في بعض المواقف الاجتماعية، وينصح في الحالات الصعبة جدا بمراجعة أخصائية في علاج النطق، حيث هناك بعض الطرق والمهارات في تعلم النطق السليم دون ارتباك.

وباعتبار أن حرج الكلام عندك مرتبط ببعض الخجل الاجتماعي أمام الآخرين، فربما يفيد أن تنظري للأمر على أنه ليس عيبا أو مرضا، وإنما مجرد الارتباك والحرج من مقابلة الناس، ولكن ظهر عندك هذا الارتباك ببعض صعوبات الكلام، ويمكن أن يظهر عند غيرك بشكل آخر كاحمرار الوجه وغيره.

فإذا صعوبة الكلام إنما هي عرض لهذا الخجل الاجتماعي، وكثرة الاختلاط بالناس، وخاصة أنه يبدو من سؤالك أنك اجتماعية وعندك قدرة جيدة على التعرف على الآخرين، فالموضوع فقط موضوع تدريب ووقت.

وفقك الله، وأطلق لسانك بالشكل الذي تتمنين.

مواد ذات صلة

الاستشارات