أعاني من الرهاب الاجتماعي والهلع والوسوسة، ولم يفدني العلاج

0 231

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 26 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأعراضه: كاحمرار الوجه، وسرعة ضربات القلب الشديدة، وبلع الريق بطريقة سريعة، والتعرق.

كما أعاني من الهلع والخوف الشديد من أقل الأشياء والمواقف، والإحساس برعشة في الجسم والوجه، وأيضا وسواس الشك، أشك في الناس، وسواس في كل شيء.

الأدوية: أخذت سيبرالكس، وإندرال، لمدة 6 شهور عند طبيب، وطبيب آخر أعطاني مودابكس، لكن لا زالت الأعراض موجودة، هل هناك علاج فعال لحالتي؟ وما الجرعات؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

حالتك واضحة جدا ومباشرة، وهي أنك تعاني من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، والعرض المتجسد أو الأساسي هو الخوف الاجتماعي، ولديك أعراض فسيولوجية –أي عضوية– كاحمرار الوجه، وتسارع ضربات القلب، وهذه معروفة كأعراض جسدية تصاحب القلق.

أيها الفاضل الكريم: العلاج المباشر جدا هو أن تحقر فكرة الخوف وفكرة القلق، ولا تراقب نفسك كثيرا، خاصة أعراضك الجسدية، وأن تعمل على اقتحام أعراضك من خلال المواجهات، ولا نريد منك مواجهات خارقة، نريد منك المواجهات الحياتية العادية، وأهمها:

• الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، هذا من أفضل طرق علاج الرهاب الاجتماعي، مشاركة الناس (أهلك، أصدقائك، أسرتك، أقربائك، جيرانك) في المناسبات الاجتماعية.

• الحرص على أن تكون متميزا في عملك، ومتفاعلا مع زملائك.

• أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية ككرة القدم مثلا.

إذا أنزلنا الأمور إلى واقعها الطبيعي لحياتنا العادية سوف نعالج تماما المخاوف والقلق، خاصة الرهاب الاجتماعي. هذا من ناحية.

الناحية الأخرى هي: الدواء، الدواء يساعد لا ننكر ذلك أبدا، لكن الذي لا يطبق المواجهات ففي اليوم الذي يتوقف فيه من الدواء سوف ينتكس بعده بيومين أو ثلاثة، فلا بد أن أكون واضحا معك في هذه الجزئية.

عقار (مودابكس Moodapex) دواء جيد ومفيد، وكذلك الـ (سبرالكس Cipralex) لكن لا أعرف لماذا استجاباتك لم تكن جيدة؟ ربما تحتاج لأن ترفع الجرعة، فالمودابكس يجب أن يكون مائة مليجراما على الأقل ليلا، ويمكنك أن تدعمه بعقار آخر وهو الـ (فلوناكسول Flunaxol) أو الذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) نصف مليجراما صباحا ونصف مليجراما مساء لمدة شهرين، ثم نصف مليجراما –أي حبة واحدة– صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

أما المودابكس تستمر على جرعة المائة مليجراما لمدة أربعة إلى خمسة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة عام مثلا، ثم بعد ذلك إلى نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجراما– يوميا لمدة شهر، ثم بعد ذلك تجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر.

هذا هو المقترح الذي أود أن أقدمه لك. أما إن أردت أن تستبدل الأدوية بالكلية فيعتبر ما يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat CR) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) بديلا ممتازا جدا للمودابكس، وكذلك السبرالكس، وجرعة الـ (CR) هي أن تبدأ بـ 12.5 مليجراما يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم سبعة وثلاثين ونصف مليجراما يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الزيروكسات CR.

وبالنسبة للفلوناكسول –إذا كان خيارك هو الزيروكسات CR– أرجو أن تتناول معه الفلوناكسول بنفس الكيفية التي ذكرتها لك مسبقا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات