السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، عمري 19 سنة، أعاني منذ 4 سنوات من اكتئاب، وعندي حالة غريبة هذه الأيام، وهي الشعور بأن عقلي أصبح صفحة فارغة، وعندي عدم تركيز وانتباه وإدراك، وأحس أنى تائه، وأشعر بالتعب والخمول الشديد.
هل أنا مصاب بأعراض فصامية؟ ذهبت لطبيب نفسي، وأعطاني دواء (سيدوبرام)، 20 مجم، وهو مضاد للاكتئاب، ودواء مهدئا، وهو (موتيفال)، وأخذت العلاج لمدة أسبوع أو أسبوعين، وتحسنت قليلا، ثم توقفت عن العلاج، ولكن هذه الحالة جديدة، حدثت معي بعد سماع خبر وفاة جدي، فقد حدث ارتباك شديد في جسمي وخوف، وشعرت بدوخة، وأني سيغمى علي، وبعدها حدث معي هذا الشعور، وأن عقلي توقف، ليس هناك تفكير، وكأن عقلي ورقة بيضاء!
لقد أصبحت لا أتفاعل مع أهلي وأقاربي بالشكل المطلوب، أكون صامتا طول الوقت، لا أتحدث، لا أجد ما أقول، أجلس مع نفسي، وإن جلست مع أقاربي، لا أتفاعل كما كنت في السابق.
هل عقلي توقف عن التفكير؟! في السابق كنت أفكر بأفكار جديدة، ودائما متحمس، أما الآن ليس هناك طاقة ولا حماس ولا متعة بشيء! أصبحت آكل وأشرب كعادتي!
ذهبت مرة ثانية للطبيب، وكتب لي دواء جديدا، وهو (لسترال)، 50 مجم، للاكتئاب، و(أبيكسيدون)، 1 مجم، للذهان، ما هو تشخيص حالتي؟ هل أنا مصاب بفصام أم هذا وسواس وقلق وتوتر؟
أشعر أنى لا أتحكم بأفكاري، كأني دمية! أنا أصبحت غير ما كنت عليه في السابق، إن رأيت شخصا غير عاقل في الشارع، أخاف أن أصبح مثله، وأن أفقد عقلي، ما هو هذا الفراغ والتصحر العقلي! فلقد أصبحت متبلد المشاعر والأحاسيس.
أرجوكم أن تفيدوني؛ لأني تدمرت، وأشعر أن عقلي يهرب مني، وعند الحديث مع أحد أحس أنى تائه!
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdula حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أنا أعتقد أن متابعتك لطبيبك سوف تكون مفيدة جدا، مراجعة الطبيب وطرح كل الموضوعات التي تريد أن تناقشها معه والاستماع إليه، ومن حقك أن يفسر لك الطبيب حالتك، هذا أمر مهم جدا.
بالنسبة لي: أنا أرى أن تخوفك شديد جدا من مرض الفصام، وأنا أقول لك: أنا لا أرى مؤشرات حقيقية أنك تعاني من مرض الفصام أو حتى بدايات الفصام، نعم، ربما تكون اطلعت في الكتب أن الشعور بالخواء الفكري التام، وأن عقلك أصبح فارغا، أو أن الأفكار قد أغلق عليها، أو أن الأفكار قد سحبت من الدماغ، هذا قد يكون من أعراض الفصام، لكن حالتك ليست كذلك.
أنا أرى أن الاكتئاب النفسي، هو الذي أضعف تركيزك للدرجة التي أصبحت فيها ترى أن عقلك أصبح فارغا تماما، وفي ذات الوقت تسلط عليك شيء من الوسواسية؛ نسبة لفظاعة هذا العرض –أي عرض الشعور بالخواء الشديد–، وهذا جعلك توسوس حول الأمر، وهذا قطعا سبب الكثير من الضغط النفسي عليك، وهذا زاد من مشاعر التبلد وافتقاد الأحاسيس -كما وصفته أنت-.
أيها الفاضل الكريم، واصل مع طبيبك، تناول أدويتك المضادة للاكتئاب كما وصفها لك الطبيب، والطبيب حين أعطاك (أبيكسيدون)، بجرعة واحد مليجرام، أعطاه لك كدواء مدعم لمضادات الاكتئاب، وهذا أمر معروف، في كثير من حالات الاكتئاب نعطي الأدوية المضادة للذهان بجرعات صغيرة؛ لأنها بالفعل تدعم من فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب، هذا أمر معروف.
أنا أعتقد أنك محتاج لنوم ليلي جيد، نوم ليلي عميق؛ لأن خلايا الدماغ يتم ترميمها بصورة إيجابية جدا من خلال النوم الليلي، فحين تنام ليلا مبكرا، تستيقظ مبكرا لصلاة الفجر، وبعد ذلك تؤدي شيئا من التمارين الرياضية، تتناول كوبا من القهوة، أعتقد أن ذلك سوف يحسن كثيرا من تركيزك، بشرط أن تدعم ذلك بممارسة الرياضة، وتطبيق تمارين الاسترخاء، والقراءة، القراءة مهمة جدا، وأيضا عليك بتلاوة القرآن يوميا بشيء من التمعن والتدبر، هذا يزيل عنك -إن شاء الله تعالى- حالة التبلد التي تشتكي منها.
أرجو أن تواصل مع طبيبك، وأنا شاكر لك جدا على ثقتك في إسلام ويب.