السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 22 سنة، أعاني من التهاب الجيوب الأنفية منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة، كان يلازمني صداع شديد يشمل الرأس كله، يأتي أحيانا ويختفي أحيانا أخرى، يشمل جوانب الرأس كلها وأحيانا على جانب واحد، وكنت أستنشق البخار من أنفي وأخرجه من فمي حتى أرتاح.
وقبل 3 شهور أصبحت أعاني من الصداع في النصف الأيسر، وألم في أنفي من الجهة اليسرى، وأشعر بأنه مسدود، وينزل هذا الألم على عيني كذلك.
فقدت الشهية، وتصيبني حالات استفراغ، ولا أرغب بالأكل عندما أراه، أخذت مضادات حيوية وأدوية فتحسنت حالتي بعدها، ولكنني بعد انتهاء العلاج أصابتني حرارة وزكام واحمرار في العين، وبدء ينزل الزكام من أنفي بشكل طبيعي، ثم صرف لي الطبيب علاج ايريوس، لكنني شعرت بجفاف حلقي وفمي، وبدت عليه جروح كثيرة.
أصبحت أتألم من أكل الليمون والملح والبهار، كما يؤذيني أكل البيض والشوكولاتة، وأشعر بالتجشؤ كثيرا، وأحيانا يكون البراز لونه أسود، وأعاني من الكحة الخفيفة وصوت في الصدر، وأتعب كثيرا من الغبار ورائحة المطر، فلا أستطيع التنفس.
هل كل تلك الأعراض بسبب ارتجاع المريء، أم بسبب الجيوب الأنفية؟ وهل أذهب لطبيب أنف وحنجرة، أم لطبيب الجهاز التنفسي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفاف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من الواضح أن لديك حساسية تنفسية من العطور والغبار وغيرها، كما أن لديك اشتباه بحساسية غذائية من البيض والشوكولا أو كليهما، وذلك يسبب تورما في أنسجة الأنف، وخاصة ما ندعوها القرينات الأنفية، وبالتالي تنسد فتحات الجيوب الأنفية التي تنفتح على الأنف، وهذا يؤدي لاحتباس الضغط والسوائل بداخلها، وهو ما يؤدي لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، مع ما يرافقها من كل الأعراض التي ذكرت: من الصداع، والمفرزات المخاطية الأنفية، والانسداد الأنفي، والسعال الجاف، والمصحوب بالبلغم أحيانا.
علينا علاج السبب الأساسي لكل الأعراض التنفسية التي تحسينها، وهو التحسس الأنفي، والعلاج هو: بالوقاية من كل ما يمكن أن يسبب التحسس الأنفي لديك، من روائح، أو حتى أطعمة قد تهيج البلعوم، وتساعد على ظهور أعراض التحسس الأنفي، وبعد الوقاية لا بد من العلاج الدوائي بمضادات التحسس الفموية مثل: (كلاريتين, إيريوس, سيتريزين)، وبخاخات الأنف الكورتيزونية الموضعية: (فليكسوناز، رينوكورت, أفاميس) وكل ما سبق، تحت إشراف اختصاصي أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
كل هذه العلاجات، مع مراقبة الجيوب الأنفية بالفحص السريري والتنظير الأنفي، وحتى الصور الشعاعية الطبقية المحورية، حيث أنه في بعض الحالات المزمنة لا بد من التداخل جراحيا على فتحات الجيوب الأنفية؛ لتوسيع هذه الفتحات، وتسهيل الإفراز منها، وقد يتطلب العلاج المشاركة مع الصادات الحيوية.
بالنسبة لموضوع البراز الأسود والتجشؤ، أو القلس المريئي؛ لا بد من استشارة اختصاصي الأمراض الهضمية فيها.
مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.