السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من اكتئاب شديد منذ 4 سنوات، تناولت العديد من الأدوية، منها: الدوجماتيل، فورت افيكسور، فافربن اريبيبرازول، فالدوكسان، وسيكودال، وغيرها مع جلسات ect، ولكن دون تحسن ملحوظ.
أتناول الآن سردولكت 4 ملجم، مع فلوزاك 40 ملجم، ولكن لازلت أشعر باكتئاب وصعوبة في الدخول في النوم، وزغللة في العين، ونقص الرغبة الجنسية فماذا أفعل؟
سمعت عن دواء الريميرون لتحسين النوم؛ فهل أتناوله بجانب هذه الأدوية؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
الأدوية فعالة لعلاج الاكتئاب، لكن يجب ألا يعتمد عليها لوحدها، خاصة أنه يوجد أنواع من الاكتئاب لا تستجيب للأدوية استجابة فاعلة، إنما تستجيب لنمط الحياة، والتفكير الإيجابي، وتبديل المشاعر، وتنمية الذات، والإكثار من التواصل الاجتماعي، والذكر والاستغفار، وكثيرا جدا من أنواع الاكتئاب يستجيب لهذه النوعية من العلاج.
فيا أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تقوم بجرد كامل لحياتك، أن تغير من نمطها، أن تجعله أكثر إيجابية، أكثر تفاؤلا، أن تحسن إدارة وقتك، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون لك آمال وخطط ومشاريع مستقبلية آنية ومتوسطة المدى وبعيدة المدى، وأن تحرص على الصلاة مع الجماعة وتلاوة القرآن والدعاء والذكر وصلة الرحم... هذه كلها – أخي – معالجات للاكتئاب ولا شك في ذلك.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالأدوية متقاربة ومتشابهة بدرجة كبيرة، مع وجود شيء من الاختلافات.
أنت الآن تتناول عقار (سردولكت serdolect) والذي يعرف علميا باسم (سيرتإندول Sertindole) هذا الدواء دواء جيد، ولا يستعمل كثيرا لعلاج الاكتئاب، لكن أعتقد أن الطبيب قد أعطاه لك كدواء داعم للـ (فلوزاك Flozac) والذي يعرف أيضا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) وأنت تتناول جرعة محترمة منه جدا، وهي 40 مليجراما.
أخي الكريم: الوضع الأمثل هو أن تراجع طبيبك فيما يخص الأدوية، واقتراحك بتناول جرعة صغيرة من الـ (ريمارون REMERON) والذي يعرف علميا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) أرى أنه سيكون قرارا سليما جدا، قد تحتاج لـ 15 مليجراما مثلا، أو 7.5 مليجراما – أي نصف حبة، أو ربع حبة من الريمارون – تتناولها ليلا.
وفي ذات الوقت أعتقد أن تناول الـ (سردولكت) والـ (فلوزاك) صباحا قد يكون أمرا جيدا؛ لأن هذه الأدوية استشعارية، بمعنى أنها قد تضعف النوم قليلا.
تجنب النوم النهاري، هذا أمر ضروري، واحرص أيضا ألا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وحاول أن تثبت وقت الفراش ليلا؛ لأن الساعة البيولوجية حين تنتظم من خلال تثبيت وقت النوم، هذا يؤدي إلى نوع من التعود التلقائي الإيجابي على النوم في وقته، واحرص كذلك على الأذكار.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.