هل ما أعاني منه مس أم سحر؟ وكيف أعالج نفسي؟

0 252

السؤال

السلام عليكم ..

أعاني منذ سنتين تقريبا من عدة أعراض، منها العصبية، والخوف، وفقدان الأمل، والإحباط، وعدم القدرة على تحمل الأمور، وأحلام مزعجة، والهم والضيق الذي أعجز عن وجود أي سبب له، كما أني لا أتحمل التعامل مع الناس وخاصة أهلي، حين دخولي المنزل أتغير كليا بالمعاملة، وتزداد العصبية والنرفزة، ولا أتحمل التحدث لهم، وأحيانا أشعر بكره اتجاه إخوتي، وأتشاجر معهم بصراخ غير طبيعي، وهم أيضا يثورون من صراخي ويقومون بالصراخ، وكل العائلة يتشاجرون مع بعضهم بعضا لدرجة الضرب على أتفه الأسباب.

نعاني أيضا من نفور من بعضنا البعض، وفي بعض الأحيان أثناء صراخي وعصبيتي تؤلمني يدي اليسرى، وأحس بتنميل شديد، وأحيانا في نصف جسدي اليسار، وقد ترددت على أكثر من راق ولكن لا أحد يستمر معي ويقرأ علي، لا أدري لماذا؟ بعضهم من أول جلسة يعتذر بانشغاله، وتختلف أقوالهم، فالبعض يقول: سحر، والبعض يقول: عين.

منذ شهرين عادت الأعراض بشدة مع عدم قدرتي على الدراسة، وكرهي للذهاب للجامعة ويأتيني خوف منها، وأيضا الكسل الشديد، وفتور الجسم، وبكاء بدون سبب، وألم بكتفي الأيسر وظهري، ولا أتحمل أحدا أن يلمسني بكتفي أو يقوم بتهميزي؛ لأن يدي اليسرى تؤلمني (تنميل شديد).

ذهبت إلى راق منذ 3 أسابيع وقال: تعانين من مس عاشق. وأعطاني علاجات السدر وزيت الزيتون، واستخدمتها لمدة أسبوعين، ولكن جلسات الرقية متقطعة جدا أيضا لاحتجاجه بالانشغال. وبعد استخدامي للسدر عادت الكوابيس، وإحساسي أثناء النوم بأن هناك أحدا يضاجعني ولا أقدر على فعل شيء، وأثناء يومي أشعر بنغزات وكأن أحدا يمسكني بالمنطقة الحساسة. وأيضا إحساسي الزائد بأني مجنونة أو مريضة نفسية والتناقض بداخلي.

- هل من الممكن أن يؤثر المس على أهلي أيضا؟ وهل هو سبب لكثرة المشاكل بيننا بدون أسباب؟
وكيف أعالج نفسي بنفسي؛ لأني مللت من الشيوخ؟

آسفة على إطالتي بالحديث، وأرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يرد عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظكم بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فالذي يبدو أن بيتكم قد تعرض فعلا لنوع من الاعتداء من قبل عالم الجن، وهذا الاعتداء قد يكون سببه الإنسان عن طريق سحر قام بعمله لكم بعض الأشرار أو الحاسدين أو الكارهين لكم، وقد يكون الجن بنفسه قام بالاعتداء عليكم؛ لأن الجن حاله كحال الإنس، بمعنى: كما أن هناك من الإنس من يعتدي على الناس بدون وجه حق فكذلك هناك من الجن من يعتدي على الناس كذلك بدون وجه حق.

لذا أقول: لعل هذا الأمر الذي حدث لكم من هذا الباب، وأرى فعلا أن علاجك لا يكون إلا بالرقية الشرعية، فالذي يبدو منه أن هناك أحدا اعتدى عليك خصيصا، وما دامت الأسرة تشاركك هذه التوهمات وهذه الآلام فمعنى ذلك أن الأمر عام، إلا أن حظك منه لعله أكبر من غيرك.

ومن هنا فإني أقول: عليك بمواصلة العلاج بالرقية الشرعية عن طريق الأشياء التي أشار عليك بها الشيخ من الزيت المقروء عليه، ومن ماء السدر، لأن هذا ينفعك به الله تبارك وتعالى نفعا عظيما.

ثانيا: من الممكن أن تستعملي أنت بنفسك وأسرتك الرقية الشرعية، فالرقية الشرعية مجموعة آيات ومجموعة أحاديث، وهي متوفرة في الكتب والكتيبات، وموجودة على أشرطة وسيديهات، وليست أمرا مستحيلا أو صعبا.

كذلك أيضا من الممكن –بارك الله فيك– أن تستعملي الرقية الشرعية عن طريق الإنترنت، فهناك رقية شرعية للشيخ محمد جبريل وهي رقية قوية جدا، تستطيعون كلكم أن تستمعوا إليها يوميا، رقية شرعية طويلة تصل إلى تسع ساعات ونصف، فأتمنى إذا كانت تعمل من النت أو كان لديكم سيديهات موجود عليها هذه الرقية للشيخ محمد جبريل، اجعلوها تعمل في البيت، واحرصوا –بارك الله فيكم– جميعا على التزام السنة، بمعنى: لا تنامي إلا على وضوء، وأذكار النوم تحافظين عليها، وتظلين في ذكر الله تعالى حتى تغيبي عن الوعي، وتحاولين –بارك الله فيك– بالنسبة للمواطن الحساسة التي تشعرين بالنغزات فيها أن تحيطيها بشيء من المسك الأحمر أو الأسود، ويباع في الأسواق، حاولي أن تحيطي فتحة القبل، فتحة الدبر بشيء من هذا الطيب –الذي هو المسك الأحمر– عند النوم، حتى لا يعتدي عليك معتد -بإذن الله تعالى- وأنت نائمة، ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يعتدي عليك.

كذلك استعمال الرقية الشرعية، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، المحافظة على أذكار ما بعد الصلوات، اجعلي الرقية تعمل ليلا ونهارا في البيت، وبإذن الله تعالى سوف تتحسنون جميعا.

في خلال خمسة عشر يوما تزول هذه الأعراض كلها بالكلية، وإذا لم تشعري فعلا بالتحسن الكامل، فمن الممكن أن تراجعينا لندلك على شيء آخر، وإن كنت أنا على يقين من أنك سوف تتحسنين -بإذن الله تعالى- أنت وأسرتك.

أتمنى كذلك أيضا أن تأخذي قدرا من الماء والزيت بجواره أيضا، وأن تقرئي أنت على نفسك -وأنت جالسة- الفاتحة واحدا وأربعين مرة، بعد كل عشر مرات تنفثين على نفسك، تفتحين ثوبك فتنفثين من الجيب ما بين ملابسك وجسدك، وكذلك تنفثين في نفس الوقت على الماء والزيت، كل عشر مرات بعد قراءة الفاتحة، وعندما تنتهين من الأربعين مرة تبدئين أيضا في قول الله تعالى: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} أيضا واحدا وأربعين مرة بنفس الترتيب، آية الكرسي عشر مرات، المعوذات الثلاث كل واحدة عشر مرات، تقرئين على الماء، تقرئين على الزيت، تقرئين على نفسك، وهذا الماء تستعملينه في السبوح وفي الشرب، وأخواتك ووالدتك، وكلكم تستعملونه، هذا إضافة إلى الرقية الشرعية.

هذه تجارب، ولكن ليست سنة، بمعنى لا تقولي هذا حديث، هذه تجارب فعلها بعض الصالحين ونفعهم الله -تبارك وتعالى- بها، وأسأل الله أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأوصيك بالدعاء، الدعاء، الدعاء.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات