السؤال
السلام عليكم.
عمرى 25 عاما، أعاني من الرهاب الاجتماعي، تخرجت من الجامعة، وأنهيت فترة التجنيد الإجباري منذ سنة، وخلال هذه السنة لم أبحث عن عمل بسبب الرهبة من التحدث أو أن أكون محور كلام أي شخص غريب، حتى صديقي الذي أعرفه منذ سنوات لم أعد أتواصل معه بسبب أنه يتقدم في حياته، وإن سألني لماذا لم أعمل لا أعرف كيف أجيب.
بعد قراءتي كثيرا في الموقع استخدمت عدة علاجات على مدار الشهور الماضية ولم أجد نتيجة ملحوظة، وهي كالتالي:
زيروكسات 20 لمدة شهر، وبدأت 10 أيام قبلها بنصف حبة، ثم انتقلت إلى زولوفت 50 لمدة شهر، وزدت الجرعة إلى قرصين لمدة 40 يوما، ثم انتقلت إلى بروزاك 20 لمدة شهر، ثم زدت الجرعة إلى قرصين لمدة شهر ونصف.
ما العمل الآن؛ هل أقوم بتجربة فافرين أو سيبرالكس أو إيفكسر أم ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، ونبارك لك التخرج من الجامعة، وهذا يجب أن تعتبره إنجازا كبيرا، لأن الإنسان يحتاج إلى أن يحفز نفسه من خلال استشعار قيمة وأهمية إنجازاته، وهذا في حد ذاته يمثل دفعا نفسيا ممتازا.
أيها الفاضل الكريم: الرهاب الاجتماعي لا يعالج فقط عن طريق الأدوية، الأدوية تساهم ولكن ليست كل شيء، فالعلاج يجب أن يكون سلوكيا محوريا جادا، ويجب أن تكون لك القناعة والثقة في ذاتك أنك يمكن أن تحطم هذا الرهاب.
وهنالك تطبيقات عملية في حياتنا، إذا طبقناها سوف ينتهي الرهاب. أول التطبيقات:
• أن تصلي مع الجماعة في المسجد، هذا نوع من التواصل الاجتماعي العظيم؛ فيه خيري الدنيا والآخرة.
• أن تمارس رياضة جماعية مع بعض الشباب على الأقل مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.
• أن تذهب إلى المناسبات (الأفراح، الأعراس، المآتم) أن يكون لك وجود فيها.
• أن تزور المرضى، وأن تصل رحمك، وأن تكون بارا بوالديك.
هذه الأمور -أيها الفاضل الكريم –أفضل علاجات الرهاب حسب تجربتي في مجتمعنا المترابط والعامر إن شاء الله تعالى.
بعد ذلك؛ لا بد أن يكون لك التوجه الفكري بأن تهزم الخوف، لا تستسلم له، لا تحقر ذاتك، ارتق بنفسك، أنت لست أقل من الآخرين.
بعد ذلك تأتي الأدوية، الأدوية متشابهة، والتغيير من دواء إلى آخر أمر خطأ وخطأ جسيم جدا، لأنه قد يؤدي إلى ما يعرف بالإطاقة، وهي ظاهرة كيميائية يحدث نوع من التبلد التلقائي للموصلات العصبية التي تعمل من خلالها هذه الأدوية، مما يقلل من فعاليتها، والاستجابة للأدوية قد تتطلب مواصلتها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وفعالية الأدوية لا تتحسن إلا من خلال التطبيقات السلوكية التي تحدثنا عنها سلفا، فالموضوع حزمة واحدة وكتلة واحدة من العلاج، يجب أن يؤخذ بها.
أيها الفاضل الكريم: لا تنتقل للفافرين أو السبرالكس، ما تتناوله الآن من دواء ممتاز. البروزاك لا بأس به لعلاج الرهاب، لكن يجب أن تكون الجرعة 40 مليجراما في اليوم على الأقل، وقطعا الدراسات تشير أن الزيروكسات أو الزولفت هما الأفضل، لكنك ما دمت الآن على البروزاك تناوله بنفس الجرعة، 40 مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها 20 مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم 20 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وأريدك أن تدعم البروزاك بعقار يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) هو مضاد للقلق، لكن يساعد كثيرا في إراحة النفس، وتدعيم فعالية البروزاك، مما يعطيك -إن شاء الله تعالى- دفعا نفسيا إيجابيا للتخلص من مخاوفك.
جرعة الفلوناكسول هي نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام – أي حبة واحدة – يوميا لمدة شهر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.