السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة جامعية، عمري 20 سنة، منذ خمس سنوات وأنا أعاني من الانسداد بالأنف، هذا الانسداد يحدث ليلا، وعند التعرض للغبار، مع وجود مخاط، وعدم القدرة على التنفس من الأنف، ومنذ حوالي ثلاث سنوات أصبح هناك ضغط، يحدث أحيانا على أذني وأشعر أن صدري مكتوم، فأضطر للتثاؤب حتى يزول الضغط عن أذني، ولكي أستطيع التنفس، وأصبح ضيق التنفس ملازما لي عند انسداد أنفي، أو عند الشعور بالقلق، وتنتابني أحيانا نوبات هلع، أشعر فيها وكأني أختنق.
وكما أنه دائما بعد تناول أي وجبة أشعر بالكثير من الغازات في بطني وحلقي، لدرجة أن هذه الغازات تشعرني أحيانا بضيق التنفس، ولا أستطع التنفس إلا بعد أن تخرج، لا أعاني من الإجهاد عند بذل مجهود شاق، بل الشيء الطبيعي بالعكس أشعر عند ممارسة الرياضة أن مجري تنفسي سالك، وأستطيع أخذ نفسي بسهولة حينها، علما بأنني أعاني من إمساك دائم وحموضه بالمعدة شبه دائمة، أصبحت لا أستخدم أنفي كثيرا بسبب انسدادها المستمر، أرجو تشخيص حالتي، وأريد معرفة سبب انسدادها الدائم مساء خاصة، وهل يمكن أن يكون ذلك سبب لضيق التنفس عندي أم ماذا؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بخصوص الغازات، والإمساك، وحموضة المعدة، فإنها أعراض متشابكة، ومرتبطة بطريقة تناول الطعام، حيث أن كثيرا من البقوليات، والبصل، والثوم، ووجبات المطاعم، والوجبات الدسمة تؤدي إلى مثل تلك الأعراض، وكما ذكرت فإن ممارسة الرياضة، والمشي تساعد على الهضم، وعلى التخلص من الغازات، وبالتالي يتحسن التنفس.
علاج حالة الإمساك من خلال شرب الماء، و العصائر، خصوصا عصير الخوخ، وعصير التين المجفف المنقوع، وتناول فاكهة التين الطازج، والخوخ، وتناول المزيد من السلطات مع زيت الزيتون، وتناول الخضروات المطبوخة، والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعير، وهي عبارة عن مغلي ملعقتين شعير مطحون في كوب حليب دافئ قبل النوم، كل ذلك يساعد على إخراج لين، وبالتالي عدم الضغط على فتحة وعضلات الشرج، وإعطاء فرصة للبواسير في الشفاء التام والسريع، ويمكن تناول حبيبات Agiolax ملعقة كبيرة مرتين يوميا؛ للمساعدة في علاج الإمساك أو أكياس fybogel على كوب من الماء، وبالتالي يمكن علاج البواسير من الدرجتين الأولى والثانية -إن شاء الله-.
ولعلاج القولون يمكن تناول حبوب Spasmocanulase قرصين ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، وحبوب Colospasmin قرص ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، حتى تختفي الأعراض، ثم عند الضرورة بعد ذلك، مع ترك الزيوت والدهون، والطعام الحار، وتناول وجبات خفيفة ومتكررة، خصوصا قبل النوم.
ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة والنعناع وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ، مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ، والمغص -إن شاء الله-، مع ممارسة الرياضة، خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى انتظام حركة القولون، والمساعدة في إخراج طبيعي.
جرثومة المعدة H-Pylori، أو جرثومة هيليكوباكتر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحموضة والغثيان، والشرقة، والكحة ليلا، ولذلك يجب عمل تحليل لها في البراز، وفي حالة إيجابية النتيجة, هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاث أدوية تؤخذ لمدة 10 أيام، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة -إن شاء الله-.
وفقكم الله لما فيه الخير.
--------------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة د/ عطيه ابراهيم عطيه ( استشاري طب عام وجراحة أطفال)
تليها إجابة د/ باسل ممدوح سمان ( استشاري امراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة)
--------------------------------------------------------------------------------------
الحساسية الأنفية تتسبب في تورم المخاطية الأنفية المبطنة لتجويف، الأنف وهذا يؤدي لزيادة في حجم التراكيب داخل الأنف، وخاصة ما ندعوها بالقرينات الأنفية، بسبب توسع الأوعية الدموية بداخلها، وبالتالي يحدث الانسداد الأنفي، كما يترافق ذلك مع زيادة في المفرزات المخاطية الأنفية، هذا الانسداد في التجويف الأنفي يؤدي لانسداد في أنبوب تهوية الأذن الوسطى، والذي يمتد من البلعوم الأنفي (يقع خلف الفتحتين الخلفيتين للأنف) وبين تجويف الأذن الوسطى، ويدعى (نفير أوستاشيوس) وبالتالي تصبح الأذن الوسطى عبارة عن تجويف مغلق بدون تهوية، مما يؤدي لامتصاص الهواء من داخلها عبر مخاطية جدارنها، وبالتالي يصبح الضغط بداخلها سلبيا مما يحد من حرية حركة غشاء الطبل بسبب الشد نحو الداخل المطبق عليه، ويعطي الشعور بنقص السمع، والضغط بداخل الأذن.
العلاج هو بعلاج الحالة الأساسية المسببة وهي: الحساسية الأنفية حيث يجب اكتشاف العوامل التي تسبب لك الحساسية سواء بالتجربة، أو عن طريق تحاليل التحسس الجلدية، أو الدموية، وعندها يسهل الوقاية منها بتعديل نمط الحياة، والابتعاد عن هذه المسببات، ثم بالعلاج الدوائي بمضادات التحسس الفموية (كلاريتين، إيريوس، سيتريزين، فيكسوفينادين)، وكذلك بخاخات كورتيزون موضعية في الأنف وهي ذات تأثير موضعي، وامتصاصها الدموي ضعيف جدا، ولا يعطي التأثيرات الجانبية للكورتيزون مثل (فليكسوناز، أفاميس، نازونكس) كما أن هناك علاج مناعي وهو العلاج الوحيد المعروف، والذي يعطي شفاء تاما من التحسس في حال نجاحه، حيث يتم إجراء اختبارات التحسس الجلدية، أو الدموية لمعرفة العوامل التي تسبب لك الحساسية، ثم يتم تركيب لقاح مكون من تراكيز ضعيفة جدا من هذه العوامل، ويزاد التركيز فيها بشكل تدريجي، مع التقدم في العلاج، ويعطى على شكل حقن تحت جلدية، أو نقط تحت اللسان، ويستمر العلاج فيها لثلاث سنوات بشكل أسبوعي، أو شهري، حسب طريقة العلاج، وتؤدي بعدها للشفاء -بإذن الله- من الحساسية تجاه العوامل التي تم اكتشافها بالتحاليل التي ذكرتها.
وبالنسبة للأذن الوسطى فمن المهم جدا تهويتها، وذلك بضغط الهواء لداخلها بطريقة تدعى مناورة فالسالفا، وهي كالتالي: إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم، فالأنف (وليس الفم)، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافي لفتح نفير أوستاشيوس الذي يمرر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى.
وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر لعدة أيام، حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى بحسب تأكيد من اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة.
وأما بالنسبة للشكايات الهضمية فلا بد من استشارة استشاري الأمراض الهضمية.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.